العظيم لا يعظم عليه شيء/ محمد خون محمد أحمد الحاج

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار، إنها لحظة مفصلية تاريخية لجميع ساكنة وقاطني لكوارب بجميع فئاتها.

 

لقد غيب عنا الموت في الجمعة الثانية من رمضان لهذا العام 1445 بعد هجرة خير البرية صلى الله عليه وسلم: الأب الناصح والمربي المثالي والوجيه الحقيقي والشاعر الفصيح واللهجي معا والعارف بجميع اللغات الوطنية والرجل الفطين والسياسي الأمثل على مر زمانه والإنسان الواثق في نفسه والمتزن في جميع تصرفاته والخطيب البليغ والكائن النبيل الذي أعطى كلما يملك من: صحة ومعرفة ومدح وعلاقات لسمعة بلده والنصرة لأهله جميعا ولولايته خاصة ولمقاطعته بصفة أخص.

 

إنه العلم: محمد فال ولد إمحيميد الملقب طيفور رحمه الله تعالى.

 

ومن باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله: نشكر فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني علي عنايته بفقيد الأمة، وذلك بإعطاء تعليماته المباشرة لتوفير مسار آمن وسلس بكلما يتطلب ذلك لعودة جثمان المرحوم إلى أرض الوطن وذلك ما تم بالفعل.

 

وبعد توفيق من المولى القدير أنهينا أيام تعزية والدنا وملهمنا والذي سكن قلوبنا والتي فاقت كل التوقعات من حيث التنظيم وكمية المعزين الذين توافدوا، رغم اختلاف مشاربهم من كل حدب وصوب.

 

إننا اليوم لنعجز أن نوفي لفقيدنا رحمه الله طيفور : تركتنا يا عميدنا وخطيبنا الذي لا يبارى وصاحب السؤدد والألفة واللحمة والتآزر بيننا كروصاويين ولا فخر بلا من ولا سلوى.

 

إن ذلك هو لسان كل الساكنة تارة بلسان ولفي وتارة بلسان سونونكي وتارة بولاري  أما اللسان العربي الأصيل فحدث ولا حرج.

 

فقيدنا: رحمك الله سامحنا إن كنا قد قصرنا في حقك فإنك لا تستحق لأنك أديت الواجب وزدت، أما فيما يعنينا: سامحنا الله فلسان حالنا يردد:

على المرء أن يسعى ويبذل جهده  وليس عليه أن يساعده الدهر

 

وخير دليل على ذلك ما طالبنا به الجمعة الأولى من رمضان المبارك وهو قليل من كثير لكن وللأسف لا حياة لمن تنادي روصويا.

 

ظاهرة لكوارب اللامتجددة: لقد واريت سوأة متحيني الفرص ومحاولي خطف الأضواء بغير حق في حياتك، جزيت كل الخير لكن لم يثنيهم ذلك لأن: الطبع أملك، فعادوا الكرة في مأتمنا في وداعك إلى مثواك الأخير رحمك الله وطيب ثراك: بالتباهي*على رؤوس الأشهاد بما يقدمون من فتات الدنيا في أيامك الثلاث،: فظهروا على حقيقتهم على أعين الخلق، *(ألسنة الخلق أقلام للحق )، متناسين أنك أمضيت ستة أشهر ونيف من الأيام ترقد في مستشفيات باريس على نفقة أبنائك البررة بارك الله فيهم وحفظهم، دون تحريك أي ساكن، متجاهلين المقولة لا يتنفل من عليه القضاء.

 

تلكم لعمري كرامة من كرامات أعجوبة روصو المسكون بحب مدينتنا الحبيبة لكوارب اللامتناهية.

 

فقيد الوطن: صاحب الصدر الرحب والمليء بكتاب الله العزيز والقصائد المديحية لخير البرية صلى الله عليه وسلم، ترجلت راحلا عنا ولسان الحال يقول: لأولئك المؤلفة قلوبهم ويقولون ما لا يفعلون ويضمرون مالا يتشدقون به: فحوى قول المولى جل جلاله - بعد البسملة: (قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى) صدق الله العظيم.

 

وجيه موريتانيا: سنبقى على العهد ما حيينا لأن ذلك هو ديدننا إن شاء الله تعالى، وسنظل نذكركم ونترحم عليكم مع والدينا ووالديكم وأحبائنا وجميع المسلمين ما دام مقدرا لنا البقاء قبل اللقاء بكم إن شاء الله تعالى في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 

وأخيرا وليس آخرا: لا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله: حسبنا الحسيب حسبنا الله ونعم الوكيل.

 

إنا لله وانا إليه راجعون، اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم امين يارب العالمين، وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

 

31 March 2024