ثكلى غزاوية تخاطب جثمان ابنها: أمس دفنت شقيقك واليوم أدفنك

"أمس دفنت شقيقك واليوم سأدفنك"، بهذه الكلمات المؤثرة ودعت الفلسطينية "أم محمد" ابنها حمزة الذي قتل بغارة شنتها مقاتلات إسرائيلية على مخيم البريج وسط قطاع غزة.

 

تحاول "أم محمد" تدفئة جثمان حمزة، بعد أن وضعت على جثمانه المُكفّن غطاء شتويا، وسألته باكية بصوت متحشرج: "هل تشعر بالبرد يا بني؟".

 

وأضافت، في مشهد التقطته عدسة الأناضول، الأربعاء، خلال توديعها جثمان حمزة (18 عاما) في مستشفى "شهداء الأقصى": "بالأمس أخبرني أنه يشعر بالبرد (..) لم أتوقع أن يستشهد اليوم".

 

تضيف الأم الثكلى وهي تبكي بحرقة: "لو كنت أعرف، لأحضرت له أغطية شتوية".

 

وتابعت وهي تحت تأثير صدمة فقدان نجلها الثاني خلال يومين: "بالأمس دفنت بيدي شقيقك محمد (25 عاما)، واليوم سأدفنك! يا إلهي!!".

 

ومضت بصوت عالٍ مكلوم: "لم يتبق لي إلا شقيقكما إبراهيم (الأصغر)، ربما يلحق بكم قريبا".

 

وفي وداعها المؤثر، قالت بلهجتها العامية: "أنا كنت عايشة عشانكم (لأجلكم) يمّا، ربيتكم بحبات عيوني".

 

ولم يتمكن مراسل الأناضول من الحصول على اسم الأم بالكامل بسبب تأثير الصدمة التي كانت تسيطر عليها بعد فقدان نجلها.

 

وخلال الأيام الماضية، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه المدفعي والجوي على مخيمات المحافظة الوسطى، ومدينة خان يونس جنوب القطاع.

 

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء "24 ألفا و448 شهيدا و61 ألفا و504 مصابين"، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.

 

18 January 2024