غداة اكتمال الإحصاء الانتخابي.. من أين جاءت الأصوات التي حيرت قادة "الإنصاف" في روصو؟

اكتملت عند الساعة صفر من مساء الاثنين 13 مارس 2023، عمليات الإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي التي أستمرت لحوالي شهر ونصف.

 

وقد أظهرت الأرقام الأولية والتي ستخضع للمراجعة والتدقيق، تسجيل 29589 ناخبا في مقاطعة روصو، من بينها 24489 في بلدية روصو، و5100 في بلدية جدر المحكن.

 

وبالمقارنة مع آخر انتخابات، الانتخابات الرئاسية 2019، فقد شكل هذه الأرقام زيادة كبيرة.

 

فخلال الانتخابات الرئاسية 2019 لم يتجاوز عدد المسجلين في روصو 22244 ناخبا، بينما بلغ عددهم في مركز جدر المحكن الإداري حينها 3667 ناخبا.

 

من أين جاءت الزيادة الأخيرة؟

لم يخفي غالبية الداعمين لحزب "الإنصاف" استغرابهم للأعداد التي زادت بها اللائحة الانتخابية، والتي بلغت في روصو 7345، وهو ما يزيد على عدد المصوتين في غالبية بلديات الولاية، في حين بلغت هذه الزيادة في مركز جدر المحكن 1433 ناخبا.

 

ويرى عدد من قادة الحزب الحاكم إن هذه الزيادات تشكل خطرا بالغا على مستقبل الحزب السياسي في المدينة، خصوصا أنها مجهولة المصدر، ولم يلاحظ نشاط يذكر لأي سياسي معروف يوحي بتبنيه لهذه الزيادات، وعمله من أجل تحقيقها.

 

إلا أن بعض المتابعين يرى أن الزيادة طبيعية، وأنها تعني أن الذين بلغوا سن التصويت ما بين 2019 و2023 أقبلوا بكثافة على مراكز التسجيل، وأنهم هم من يصنع الفارق بحجة أن هذه الفئات العمرية يصعب التحكم فيها.

 

وتؤكد مصادر "وكالة أنباء لكوارب" إن عددا من رجال الأعمال، وخاصة المستثمرين في القطاع الزراعي أقبلوا بشكل غير مسبوق على "شراء الناخبين" وتسجيلهم في مكاتب محددة.

 

وحسب ذات المصادر فقد تم شراء وصل التسجيل بأكثر من عشرة آلاف أوقية قديمة.

 

مكاتب "الزيادة"..

أظهرت عمليات التسجيل الانتخابي ارتفاعا كبيرا في عدد من مكاتب التصويت بمدرسة انجربل، والذي بلغ 2610 ناخبا، وكان من المسلمات أن هذه المكاتب تصوت منذ 2013 لنائب وعمدة روصو السابق سيدي محمد جار، إلا أنها خلال انتخابات التعديل الدستوري الذي نظم من طرف الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، صوتت بكثافة بـ "لا" ضد تلك التعديلات، كما أنها صوتت بكثرة في الرئاسيات الماضية للمرشح حينها بيرام ولد أعبيدي.

 

كما لوحظ تسجيل زيادة معتبرة في "مكتب الجمارك"، والذي يثير الكثير من علامات الاستفهام، خصوصا أنه ظهر خلال السنوات الماضية كخزان انتخابي تابع "لقطاع الجمارك"، حيث يؤمن مشاركة سياسية واسعة لهذا القطاع، تبدأ من الحملة الانتخابية، وتنتهي بالضغط بشكل كبير على الموردين والتجار المرتبطين بخدمات مركز الجمارك في روصو، من أجل التصويت لخياراتهم.

 

وقد جاء في المرتبة الأخيرة مركزي مدرسة انتفي بـ 90 صوتا، وأحد مراكز الهلال بـ 14 ناخبا، رقم أن مركز الهلال الآخر سجلت فيه 1129 ناخبا.

 

ويلاحظ أن المكاتب التابعة لعدة قرى تأثرت بشكل كبير بما يسمى "ظاهرة ترحيل الناخبين"، والتي استفادت منها في الغالب مكاتب تصويت تابعة لمقاطعة كرمسين.

 

أما على مستوى مركز جدر المحكن الإداري فقد كان لافتا الزيادة الكبيرة التي شهدها مركز قرية جكينه، والتي حملته من المكتب رقم 12 في آخر انتخابات مهدد بالإغلاق، إلى المكتب رقم2 بعد تسجيل 809 بزيادة تجاوزت 80%، وقد احتل مركز لورين المرتبة الأولى بـ 843 ناخبا، بينما جاء في المرتبة الأخيرة مركز مدرسة طمباص1 بـ 225 ناخبا.

 

 

14 March 2023