موريتانيا.. أسعار المحروقات تغضب المعارضة وتصعّد الرأي العام (تقرير)

أثار قرار الحكومة الموريتانية زيادة أسعار المحروقات بنسبة 30 بالمئة دفعة واحدة، غضب قوى المعارضة، كما تسبب بصدمة للرأي العام، بسبب مخاوف من موجة ارتفاع جديدة في أسعار المواد الأساسية.

 

واستيقظ الموريتانيون يوم 15 يوليو/تموز الجاري على زيادة في أسعار المحروقات بنسبة 30 بالمئة، إذ ارتفع سعر لتر السولار إلى 490.96 أوقية (1.363 دولار)، وسعر لتر البنزين إلى 560.64 (1.557 دولار).

 

 غضب وصدمة

هذه الزيادة في الأسعار أثارت غضب الرأي العام الموريتاني، فيما خرجت مظاهرات في العاصمة نواكشوط، ومدن أخرى للمطالبة بالتراجع عن قرار الزيادة.

 

قوات الأمن فرقت جميع المظاهرات التي خرجت، مستخدمة العصي وقنابل الغاز المسيل للدموع، كما رفضت السلطات الترخيص لمسيرة دعا لها حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (أكبر أحزاب المعارضة) للتنديد بهذه الزيادة.

 

المرشح السابق للانتخابات الرئاسية النائب البرلماني، بيرام الداه اعبيد، وصف هذه الزيادة، خلال مؤتمر صحفي في 18 يوليو، بـ"المفاجئة والقاسية".

 

وحذر الداه اعبيد، من أن زيادة أسعار المحروقات ستتسبب بارتفاع أسعار مختلف المواد الأساسية، مؤكدا دعمه للمظاهرات التي خرجت رفضا للزيادة.

 

وتشهد أسعار النفط عالميا زيادات متسارعة منذ اندلاع حرب أوكرانيا، ووصل سعر برميل برنت 139 دولارا في مارس/آذار، قبل أن يستقر قرب نطاق 100 دولار حاليا.

 

وعلى الصعيد ذاته، دعا "ائتلاف قوى التغيير" (معارض) في بيان، إلى "التعبئة السلمية لمواجهة قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات".

 

وحذر الائتلاف من أن القرار "يهدد السلم في البلاد"، واصفاً رفع أسعار المحروقات بـ"العمل الاستفزازي ضد المواطنين"، دون تعليق فوري من الحكومة الموريتانية.

 

ويضم "ائتلاف قوى التغيير المعارض" 3 أحزاب هي: "اتحاد قوى التقدم" و"تكتل القوى الديمقراطية" و"التناوب الديمقراطي".

 

حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (إسلامي / معارض) حذر هو الآخر في بيان، الحكومة من "دفع البلاد في اتجاه الغلاء المعيشي والاحتقان السياسي".

 

وأكد الحزب استمراره في العمل من أجل فرض التراجع عن قرار رفع سعر المحروقات.

 

ارتفاع أسعار النقل

قرار زيادة أسعار المحروقات انعكس في نفس اليوم على أسعار النقل في العاصمة نواكشوط، حيث ارتفعت دفعة واحدة بنسبة 100 بالمئة.

 

وقال الخليفه ولد أحمد (من سكان العاصمة): "أولى انعكاسات رفع سعر المحروقات، كانت على قطاع النقل، فقد ارتفعت تسعيرة النقل داخل نواكشوط بنسبة تتجاوز 100 بالمئة".

 

وأضاف للأناضول: "تسعيرة النقل بين أحياء نواكشوط كانت في حدود 100 أوقية (أقل من نصف دولار) قبل هذه الزيارة، والآن باتت تراوح بين 200 إلى 300 أوقية (نحو دولار).

 

من جهتهم، نظم سائقو سيارات الأجرة في العاصمة الموريتانية وقفات احتجاجية مطالبة بالتراجع عن قرار رفع سعر المحروقات، محذرين من انعكاسات القرار السلبية عليهم.

 

مبررات القرار

الحكومة بررت قرار رفع أسعار المحروقات بأنه يعود إلى ضغوط تقلب السوق العالمية نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعيات جائحة كورونا.

 

وقال وزير البترول والمعادن والطاقة، عبد السلام ولد محمد صالح، إنه لم يعد بالإمكان استمرار الدعم الحكومي للمحروقات، مضيفا أنه إذا استمر الدعم كما كان "ستضطر الدولة إلى وقف البرامج الاجتماعية".

 

وأضاف في تصريح صحفي يوم 21 يوليو الجاري: "كلما طال الزمن كلما كانت الضريبة والصدمة أكبر، لذا قررت الدولة تقليص هذا الدعم".

 

تعهد رئاسي

رئيس البلاد محمد ولد الشيخ الغزواني، تعهد بالتراجع عن قرار زيادة أسعار المحروقات مباشرة عند حدوث أي تغيير على مستوى الأسعار عالميا.

 

ولد الشيخ الغزواني، شدد في كلمة خلال تظاهرة رسمية يوم 21 يوليو بمدينة تامشكط على أنه ورغم رفع أسعار المحروقات "لا شيء يدفع لاعتبار البلاد في وضعية صعبة".

 

وأضاف: "المؤن متوفرة، في حين أن بعض البلدان تعرف أحيانا طوابير على مواد واحتياجات ضرورية، وهو ما لم تعرفه موريتانيا، مستوى الصمود في البلاد بمواجهة الأزمات لم يكن في أدنى المستويات، وإنما كان أفضل من البلدان المشابهة".

 

ويصنف البنك الدولي موريتانيا "ضمن الدول الأقل تطورا"، حيث تحتل المرتبة 160 من أصل 189 دولة، حسب الترتيب العام المعتمد على مؤشر النمو البشري.

 

فيما يعيش نحو 31 بالمئة من سكان موريتانيا، البالغ عددهم 4 ملايين نسمة تحت خط الفقر، وفق بيانات رسمية.

 

26 July 2022