خطاب صريح للسيد الرئيس/ بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن

هذه نصيحة موجزة للسيد الرئيس صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني.

السيد الرئيس حرصت على تمرير قانون الرموز المثير للجدل، وأوقف جندك هنا وهناك عن طريق الدرك وغيره، بعض الموريتانيين بسبب مقاطع من حرية التعبير، وسجنت مرارا بعض المدونين، وحتى أنهم سجنوا مرة لساعات قليلة مدونة مشهورة، تم إطلاق سراحها على اثر ذلك بسرعة، لله الحمد والمنة.

ويبدو أن الصحافة المستقلة الموريتانية، على اتساع آرائها وأذواقها ومشاربها غير مستعدة للصدام مع الدولة، لا خوفا ولا طمعا، ولكن حكمة وروية وتجربة.

فنحن نعرف قيمة العافية والاستقرار السياسي وأهمية دعم ذلك، ولا نخوض في ذلك إرضاء لولد الغزواني، ولا تفاديا لحرمانه، أو شرور نظامه، ولكن حرصا على الاستقرار فحسب، وتثمينا لهامش حرية التعبير والصحافة والتدوين، مهما كانت عيوبه ونواقصه وتحدياته.

وبالأمس استدعيتم أكبر صحفي من الجيل الثاني تقريبا، من أبناء القطاع الإعلام المستقل، الدكتور الهيبه ولد الشيخ سيداتي.

وهو باختصار خلوق ومهني وبعيد من الرشوة والتخندق السياسي، وبعبارة أخرى لا هو من الموالاة، ولا من المعارضة.

وتعتبر الوكالة التي يديرها "وكالة الأخبار المستقلة" من أهم مصادر الأخبار بالنسبة للمهتمين بالشأن الموريتاني، محليا وإقليميا وعربيا وعالميا، والفساد معروف وما يجري من مكافحته في غاية الأهمية ولكنه مشوب بالسياسة والانتقائية، وإن حصل زميلنا على معلومات مهما كانت بساطتها أو أهميتها، فله الحق الكامل في نشرها وتعريتها، وقد نشرناها جميعا في منابرنا الإعلامية مع إضافة المعلومات المنشورة لمصدرها "وكالة الأخبار المستقلة".

والصحفي لعلمكم سيدي الرئيس في التعريف القانوني "هو الشخص المخول للحصول على الخبر ومعالجته دون ضغوط أو مخاطر".

وذلك هو نص القانون المعرف للشخصية المعنوية للصحفي في القانون المعدل، سنة 2007، والذي تم إصداره قبل ذلك في مطلع التسعينات.

سيدي الرئيس الصحفيون المهنيون يريدون أن يعملون بجدية وسلام، ومن أبرزهم الدكتور الهيبة ولد الشيخ سيداتي.

سيدي الرئيس لا داعي للوقوف في وجهه حرية الكلمة والنشر، والمعلومات التي نشرت لا تمثل إلا شذرات محدودة، وأنتم من أدرى الناس بذلك، وقد ساعدت تلك المعلومات التي نشر دكتورنا الهيبة ولد الشيخ سيداتي، على كشف حجم الفساد، للرأي العام الداخلي والخارجي.

فإذا كانت دولتكم، برلمانيا وأمنيا وقضائيا وتنفيذيا، جادة في محاربة  الفساد فما ننشره جميعا يخدم ويبلور الرؤية، ولو نسبيا، حول حجم المسروقات والمتهمين بها، وربما يزيد مصداقيتكم، لدى الدوائر الدولية، ماليا وسياسيا.

فلا داعي إذن لاستدعاءات متكررة لزميلنا لدى المدعي العام.

وللتذكير فقد أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود، ذائعة الصيت، بيانا بهذا الشأن، فلا داعي أيضا لنقص نقاط موريتانيا لدى هذه المنظمات الإعلامية الدولية، التي تحرص على التقييم السنوي للحالة العامة للصحافة والصحفيين في مختلف بلدان العالم.

 

6 June 2022