تواصل.. مشروع مؤسسي جامع واعد

التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) حزب وطني كغيره من الأحزاب يمكن لأي موريتاني الانتساب له دون شرط إذا كان يتمتع بحقوقه المدنية. لذلك يمكن أن تجد من بين مناضليه الحقوقي المتشدد ذا النفس الشرائحي كما يمكن ان تجد فيه الشيخ التقليدي ذا العصبية القبلية وغير ذلك من الآراء ونقائضها، وستجد أيضا في الحزب أصحاب الطرح الإصلاحي الوسطي المعتدل وهم الأغلب والحمد لله..
قوة تواصل تكمن في مؤسسيته أولا وفي قدرته على استيعاب جميع الآراء داخله مهما تشعبت واختلفت..
لقد أصدر الحزب العديد من الوثائق التي تعبر عن موقفه من مختلف القضايا المطروحة على الساحة الوطنية كالرق والوحدة الوطنية ومحاربة الفساد والإصلاح السياسي والتعليم وغير ذلك، وقد استغرق إصدار كل واحدة من هذه الوثائق - كما هو معروف - وقتا طويلا وشهد نقاشات عميقة، وحادة أحيانا، لكنها في الأخير صدرت بصفة توافقية وملزمة للجميع، وهي وحدها التي تعبر عن موقف الحزب الرسمي.
وبحكم حضور حزب تواصل القوي في المشهد السياسي الوطني وتصدره للساحة المعارضة في البلد أصبح له خصوم ومنافسون كثر، ومنهم - للأسف - من يفجر في الخصومة ويلفق التهم جزافا للحزب.
من المهم عدم الخلط بين مواقف الحزب وآراء الأفراد بغض النظر عن حجمهم ومكانتهم وتوجههم. فلا ينبغي أن نتهم الحزب بالشرائحية إذا كان أحد المنتسبين له من ذوي التوجه الشرائحي المتشدد عبر عن رأيه الشخصي على الملإ، أو نتهمه بالقبلية إذا عبر أحد التقليدين المنتمين له عن موقفه أو رأيه، كما لا يجوز أن نصفه بالتخلي عن المعارضة إذا كان لبعض رموزه التاريخيين مواقف مؤيدة للنظام القائم.
ما أريد الوصول إليه هو أن تواصل حزب جماهيري يضم مختلف الاتجاهات والآراء، ومؤسسي يحتكر القرار الرسمي ولا يصادر الرأي الشخصي، مواقفه ورؤاه ضمنها لوثائقه التي أصدر، والأشخاص الذين يحق لهم الحديث باسمه معروفون بالاسم والصفة، وهو يخطو الآن بثبات نحو مؤتمره الوطني الرابع المتوقع تنظيمه نهاية هذه السنة.

 

أحمدو بويه ولد آبني
رئيس قسم تواصل في كرمسين

 

26 May 2022