
"تسلم بنت محمد فال" تتردد منذ أيام على مركز الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة في مدينة روصو، من أجل التقييد في السجل والحصول على الوثائق المدنية الموريتانية.
تقول بنت محمد فال إنها اضطرت أحيانا للمبيت أمام المركز، والانتظار لساعات طويلة رغم البرد القارس، ورغم كل ذلك فإنها لم تفلح حتى الآن في الحصول عليها.
حال "تسلم" هو نفسه بالنسبة لمئات المواطنين الذين يتحلقون أمام المركز وفي جنباته من أجل التقييد، أو سحب وثائق مدنية بسيطة، ومن بينها مستخرجات عقود الميلاد، والزواج، والوفاة.
ويتعلل القائمون على المركز بـ "ضعف الشبكة الدائم"، بينما يرى المواطن "محمد الأمين ولد سيدي"، أن الشبكة تضعف فقط أمام من لا يبدون الاستعداد للدفع مقابل ذلك.
ويؤكد "محمد الأمين" أنه شاهد كيف يتم "تعطيل الشبكة" لإقناع المواطنين بتعطيل مصالحهم لعدة أيام، مضيفا "أكملت إجراءات بطاقة تعريف ضائعة، ولم يبق أمامي سوى أخذ صوري، إلا أن المعنية ظلت لحوالي أسبوعين تقول إن الشبكة غير موجودة"، ويضيف "حين طلبت وساطة أهل النفوذ عدت إلى المركز صباحا وقدموا نفس المبررات، إلا أن اتصالا هاتفيا بعد ذلك بوقت وجيز كان كفيلا بعودة الشبكة، وإكمال المهمة".
معاناة رغم الأجواء الخاصة..
مئات الأسر داومت لوقت طويل عند المركز، خصوصا أيام الاثنين والثلاثاء من أجل الحصول على بطاقة التعريف، وتقول "مريم بنت عبداوه"، إنها استمرت في الوصول إلى المركز لعدة أيام عند الساعة الرابعة فجرا، وتضيف "كنت مضطرة إلى ذلك، وعانيت الكثير في ظروف مناخية صعبة".
ويشكو عدد من المواطنين من بطئ الإجراءات وغياب العناية اللازمة بالمواطنين البسطاء، وتقوم إدارة المركز بإغلاق الأبواب الرئيسية أمام المئات من الذين لا يدعمهم نفوذ أو يحظون بوساطة من جهة نافذة، إلا أنه يفتح بسرعة أمام "بعض الشخصيات الخاصة"، تقول بنت عبداوه.
شهادات الوفاة.. غير موجودة
في الجانب المخصص لسحب المستخرجات تم التوقف نهائيا عن سحب "شهادة وفاة" للمواطنين العاديين بحجة أنها "مهمة صعبة، وأن الشبكة ضعيفة على الدوام".
ورغم أن نفس المستخرج يتم سحبه بشكل سريع في بعض الأحيان، إلا أن المسؤولين عن هذه المهمة يعتبرون أنها "تحتاج الانتظار أحيانا"، وفي غالبية الأوقات ليست متوفرة للعوام".
وقال المواطن "المختار ولد أحمدو" إن الوضعية الجديدة حرمته من إكمال عدة ملفات هامة لدى المحكمة، وتترتب عليها حقوق عدد كبير من المواطنين، مشيرا إلى أن المواطن البسيط يحتاج إلى دعم استثنائي من أجل الحصول على حقوقه في مركز التقييد بمدينة روصو.
ويطالب عدد من المواطنين بتحسين الخدمات، واعتماد آلية سريعة لحصولهم على وثائقهم دون أذى، معتبرين أن الوضعية الحالية تسبب الكثير من المعاناة وضياع الحقوق.
نشير إلى أن "وكالة أنباء لكوارب" حاولت عدة مرات الاتصال بإدارة المركز من أجل أخذ رأيهم في هذه الاستشكالات، إلا أننا لم ننجح في ذلك.
أحدث التعليقات