شهادة فى حق القاضى محمد يحظيه ولد محمد المختار، رمز الدفاع عن حقوق القضاة
شَكّلَ رحيل الزميل و الصديق محمد يحظيه ولد محمد المختار صدمة كبيرة فى الوسط القضائي و خسارة للقضاة جميعا وللوطن عامة.. رحل رجل القضاء ، المدافع عن العدالة والحق .. رحل الشجاع في مواقفه والثابت على مبادئه .
فقد عُرِفَ المرحوم محمد يحظيه بتفانيه فى خدمة العدالة و التطبيق السليم لمبادئ القانون و الإنصاف .
و كان دائما فى طليعة القضاة المدافعين عن استقلالية القضاء و حقوق القضاة بكل ما أوتي من قوة و صبر و ثبات.
و قد لعب المرحوم دورا رياديا فى انتفاضة القضاة ضد مشروع النظام الأساسى للقضاء المعد اثناء الفترة الانتقالية الاولى من طرف الأستاذ/ محفوظ و لد بتاح، وزير العدل انذاك، و ألذى رأى فيه القضاة مساسا بحقوقهم من خلال اكتتاب المهنيين فى اعلى السلم القضائ و الصلاحية الممنوحة لوزير العدل فى توقيف القاضى عن العمل..
و أدى الصراع القائم وقتها بين وزير العدل ولد بتاح و القضاة إلى استقالات بعض القضاة احتجاجاً على مشروع القانون سارع المجلس الأعلى للقضاء بقبولها يوم 8 ابريل 2006 لاحتواء الخلاف المتصاعد ، وشملت الاستقالات القضاة: محمد عمارو، مولاي اعل، احمد اسلم، الشيخ ولد باب احمد و محمد بوي ولد الناهى.
و فى مواجهة تجاوزات وزير العدل بادر المرحوم و رفقائه فى اتحاد قضاة موريتانيا ( محمد الغيث- سليمان عمر ) إلى اتخاذ مواقف مساندة لزملائه المستقيلين ، من أبرزها البيان الصادر عن نقابة القضاة الموقع من طرف أمين العلاقات القاضي/ محمد يحظيه و لد محمد المختار و الذى اعربت فيه النقابة عن اشمئزازها من الظروف التى اكتنفت قبول استقالة القضاة من طرف المجلس الاعلى للقضاء، مطالبة السلطة الانتقالية بإعادتهم إلى سلك القضاء، و اعتماد منهج التشاور للتوصل الى اصلاح حقيقى للعدالة بعيدا عن روح الانفرادية و التعنت.
وظل المرحوم محمد يحظيه يدافع عن القضاة المستقيلين فى جميع الاوساط و يحشد الدعم لقضيتهم ، رافضا كل أنواع الضغوط التخويف إلى ان تمت إعادتهم بقرار من المجلس الأعلى للقضاء فى دورته المنعقدة بتاريخ 11 دجنبر 2007 برئاسة سيد محمد ولد الشيخ عبدالله ، رحمه الله.
و كانت للمرحوم كذلك مواقف مشرفة خلال قيادته لنادى القضاة فى الفترة 2019-2020.
رحم الله القاضى محمد يحظيه ولد محمد المختار، القيادى السابق فى اتحاد قضاة موريتانيا و الامين السابق لنادى القضاة و احد قضاة موريتانيا الشرفاء.