من المستفيد من وضع ولد اعبيدن في حالة تلبس لتسهيل إحالته للسجن؟
قرر وكيل الجمهورية بمحكمة ولاية نواكشوط الغربية وضع المدير العام لمؤسسة الأقصى، الزميل عبد الفتاح ولد اعبيدن في حالة تلبس، وأحاله إلى السجن المركزي.
وتم قرار الإحالة بحضور نقيب الصحفيين الموريتانيين، وعدد من أعضاء النقابة، إضافة إلى أفراد من عائلة الصحفي المشهور.
واستغرب عدد من المتابعين الطريقة التي أحيل بها إلى السجن، وسط مخاوف من عودة النظام لاعتقال ومعاقبة الصحفيين بسبب آرائهم.
وأكدت مصادر "وكالة أنباء لكوارب"، أن وكيل الجمهورية وجه لولد اعبيدن التهم التالية:
- التلفظ بعبارات ذات طابع عنصري ونشرها
- التجريح والاهانة لمسؤول عمومي تجاوز أفعاله وقراراته التسييرية إلى ذاته وحمايته الشخصية
- الشتم بالعبودية
- توزيع مواد صوتية تمس اللحمة الاجتماعية لتضمينها قذفا وتجريحا لمكون من مكونات الشعب وبثا للكراهية بينه وبغية المكونات الأخرى
- المساس المتعمد بالحياة الشخصية
وقد وجهت له هذه التهم على أساس قانون تجريم التمييز، وتجريم العبودية، وقانون الرموز.
من يقف وراء الاعتقال؟
واستغرب عدد من المتابعين إحالة ولد اعبيدن للسجن رغم أن صاحب الشكوى قرر سحب شكواه يوم الاثنين الماضي، ساعات قبل الاعتقال من طرف الدرك.
وتم توثيق سحب الشكوى لدى الجهات المعنية، كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الوثيقة التي تم من خلالها سحب الشكوى.
ويقول الشاكي إنه ابلغ من طرف الدرك أن ولد اعبيدن تقدم بشكوى منه، وهو الأمر الذي دفعه إلى العودة صباح الثلاثاء للتراجع عن سحب شكواه أمام وكيل الجمهورية.
وتثير هذه الوضعية أكثر من تساءل حول ضلوع بعض الأطراف في محاولة توريط ولد اعبيدن بذريعة شكوى مقدمة من طرف المدعو محمد ولد بلخير، حيث أن شكوى ولد اعبيدن منه ليس لها أي تأثير قانوني في الوقت الحالي.
وأكدت مصادر متطابقة أن الشكوى ليس سوى ذريعة للزج بولد اعبيدن بالسجن، وذلك ما اثبتته لائحة التهم الموجهة له، وحرص بعض الجهات على مواصلة المسطرة القانونية في حقه وإحالته للسجن.
وطالبت نقابات وهيئات صحفية بإطلاق سراح الصحفي عبد الفتاح ولد اعبيدن، معتبرة أن توقيفه يشكل خطرا على حياته الشخصية بسبب معاناته من عدة أمراض مزمنة.
وحضر أمس إلى وكيل الجمهورية كلا من نقيب الصحفيين الموريتانيين، ورئيس رابطة الصحفيين في محاولة لإطلاق سراحه بضمانة، لكن الوكيل رفض ذلك وقرر إعادته للمبيت بمقر فرقة الدرك تمهيدا لإحالته إلى السجن.
ويعاني ولد اعبيدن وضعية صحية خاصة، وهو ما يجعل السجن يشكل خطرا على حياته، في حين يطالب الصحفيين رئيس الجمهورية بالتدخل الشخصي لوضع حد لهذه المعاناة.