فخامة الرئيس إلى متى سيظل نظامكم يتصامم عن المطالبة بإنصاف مقاطعة كوبني؟
تعتبر مقاطعة كوبني إحدى أهم مقاطعات الوطن، بكثافتها السكانية وتنوعها الثقافي والاجتماعي، كما تتميز هذه المقاطعة بتعلق ساكنتها منذ نشأة الدولة الموريتانية بالممارسة السياسية والاهتمام بالشأن العام، حيث كان أحد أبنائها عضوا في أول برلمان موريتاني بعد الاستقلال عن دائرة الحوض الغربي، وظل رجالات تأسيس هذه المقاطعة يحرصون على المشاركة السياسية الفعالة والإيجابية حيث ظلت لديهم قناعة راسخة بضرورة موالاة النظام الحاكم طاعة لولي الأمر وإسهاما في الاستقرار، فكانت بذلك التوجه مقاطعة كوبني ثِقلا انتخابيا له كلمة الحسم في كل استحقاق وطني حتى أصبح ذلك مدعاة للتندر عليها (...كد أصوات كوبني).
تناقلت الأجيال السياسية بالمقاطعة هذا التقليد وبشكل محكم رغم وجود أصوات شبابية وحملة شهادات، مطالبة بإشراك المقاطعة في مركز صنع القرار وتسيير الشأن العام على غرار نظيراتها في الوطن، إلا أن الأنظمة المتعاقبة دأبت على التصامم عن هذه الأصوات والنداءات المتكررة، ولسان حالهم يقول: "صحيح أنكم خزان انتخابي يعول عليه لكن المناصب والامتيازات لأشخاص آخرين قد لا نكسب أصواتهم بدونها".
فخامة الرئيس،
إن انقضاء مأموريتكم الأولى وتشكيل حكومة المأمورية الثانية دون أن يلج كل هذه الحكومات أحد أبناء مقاطعة كوبني، أو يكون من بينهم وكيل وزارة أو مدير مركزي أو سفير أو والي أو مستشار... رغم اكتظاظها بالأطر وحملة الشهادات العليا، ورغم الدعم الكبير الذي حظيتم به خلال هاتين المأموريتين، وما تخللهما من استحقاق، لأمر يحز في النفس ويجعل المرء يسأم العمل السياسي، وهو يشاهد حرمان متقاعدي المقاطعة ووجهائها وأعيانها ومنتخبيها القدامى من الامتيازات السخية والمعتبرة كمجالس الإدارات، والمكلفون بالمهام، والمستشارون بالرئاسة والوزارة الأولى وباقي الوزارات الأخرى، ورخص الصيد والصفقات والقطع الأرضية.. وغير ذلك مما نشاهده يوزع بسخاء على أشخاص تكتظ مقاطعتنا بأمثالهم، ومما يجعلنا نظن أن هذا الإقصاء ممنهج ومقصود هو أننا نطرح هذه
المطالب كلما سنحت الفرصة لذلك، حينما تكون المقاطعة موضع زيارة لوزير أو إدارة حملة، وكان آخر هذه الرسائل هو ما جاء على لسان أكثر من متدخل في اللقاء الذي عقدتم بمدينة العيون خلال الحملة الرئاسية الماضية.
فخامة الرئيس،
إن ما تتميزون به من حسن أخلاق ووفاء بالعهد الذي تدركون معناه أكثر من غيركم، يجعلنا نتشبث بالأمل مع بداية هذه المأمورية التي وعدتم الشعب الموريتاني بأنها ستكون مأمورية للشباب والبناء والانصاف.
فخامة الرئيس،
لا ننكر ما يحظى به بعض أطر وساسة هذه المقاطعة من ثقة لدى فخامتكم والتعويل عليهم في كل مناسبة سياسية، لكن المكافأة وتمثيل المقاطعة ما يزال معدوما للأسف.
فخامة الرئيس،
إن تكميم أفواه الساكنة حين يتحدثون عن العطش في القرى وملوحة الماء وندرته في مدن وأرياف أخرى، وكبح جماح الشباب المتذمر والمتطلع للتعيين والتشغيل يتطلب تدخلكم المباشر وإعطاء تعليماتكم للقطاعات المعنية بإنصاف مقاطعة كوبني حتى تظل كما عهدتموها، وفية، وقلعة من أهم قلاع النظام التي يعول عليها.
والسلام عليكم ورحمة الله.