لماذا نغضب و ننصح بصوت عال؟!/ عبد الفتاح ولد اعبيدن
أجل دعمت الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى فى الحملة المنصرمة و حرصت على نجاحه،ليس قناعة بشخصه فى قدرته على القيام بأحسن دور رئاسي،لا،و ليس ارتياحا واسعا موضوعيا لحصيلة مأموريته الأولى لمن دعمته من باب ارتكاب أخف الضررين،غزوانى أو بيرام،و خوفا من بديل أشنع،تقذف به الأقدار و صناديق الاقتراع،و سأظل أدعم بقوة من هذا المنطلق صاحبي،محمد ولد الشيخ الغزوانى،فلعل ما عرفنا من حلم أحيانا عند الرئيس،محمد ولد الشيخ الغزوانى،رغم الصرامة النادرة ،إلا ضد عزيز و أهل الشمال،فقد ضرب ضدهم بيد من حديد و أهل روصو لاحقا،عاقبهم ربما لفشو النموذج الإيراوي،المنحرف عقديا ،و سلوكيا ضد المجتمع و الدولة،و ربما جاء هذا العقاب الضمني فى محله،ضد إيرا و زعيمها،الذى حام مرارا على ضفاف الزندقة،بما يتعمد من أذية علماء كبار و بالإسم الصريح،لكن تعميم العقاب فى أمر التوزير فى الحكومة على كافة أطر روصو الموالين،و ما أكثرهم ،و أهم جهود بعضهم فى دعم قيم الأمة و تعايشها!.
لكن ولد غزوانى ربما أزعجته كثيرا ZERO التى صنعها بنفسه لنفسه،عبر تفريطه فى بعض أوقات الرخاء ،من فترة المأمورية الأولى،التى أمضاها فى السياحة هو و حرمه و فريقه المقرب،و ضيع المال و الوقت فى غير فائدة تذكر أحيانا،و عندما جاء وقت الحساب و الحصيلة،تبين أن النجاحات الحقيقية محدودة و مهزوزة و مفبركة،بالمقارنة مع حجم الإخفاقات و حجم ما رصد من أموال خيالية نهبت فحسب،و كان المردود و المحصول تافها مقارنة مع حجم الوقت و المال و عدد الرجال و النساء ،المكلفين بخدمة الوطن،و لا خدمة إلا الأنانية و التركيز الزائد على أطر العصابة و لبراكنه،مع عدم خدمة ساكنة و معاناة العصابة و لبراكنة،و مع محاباة زائدة لعائلة غزوانى الخاصة و بعض أصهاره و بعض أقاربه ،من اديبسات.
فهل الدولة مجرد ملك خاص للحاكم المتغلب و مسرح لنزوات المقربين منه ،عائليا و سياسيا؟!.
و رغم هذا الواقع المرير لا يلوح فى الأفق بديل مريح دستوريا،بعيدا عن شبح الانقلابات و الاهتزازات و التجاذبات غير المستبعدة و غير المرغوبة ،و لزم الصبر على غزوانى و اجتهاداته،ما بين الصواب و الخطأ،لعل و عسى أن تتحسن الظروف بعد انقضاء هذا الخريف الحالي،فالأوضاع تغلى بقوة.