جدلية تمثيل المافيا في الحكومة المرتقبة بعد إثارة الجدل المشروع حول مصادر ثروة البعض؟!/ عبد الفتاح ولد اعبيدن
علمت "الأقصى " من مصادر شديدة الإطلاع أن ثمة جدل محتدم بين أجنحة أمنية ونخبوية في السلطة، جناحها القوي يدعو لعدم توزير خدجة منت هيبة ولد الشيخ ماء العينين- كريمة الدكتور الراحل رحمه الله هيبه ولد الشيخ ماء العينين - لأمها الشيخة العزة بنت الشيخ آياه، ويحتج هذا الطرف المؤثر بقوة في القرار الحكومي المرتقب بأن العزة مهما قيل عنها من سخاء أسطوري مثير للجدل المشروع، ومهما قيل عن صفاء مصادرها المالية وصلتها بالرقيا الشرعية، فحسب،لصالح جهات خليجية بعيدة عن شبهة تبييض الأموال ،فإن ذلك يظل في إطار الفضاء الواسع المتحول لمافيا تبييض الأموال ،باسم الرقيا أو غير ذلك من أساليب التدليس والتمويه والتغطية على الطبيعة الفاسدة لمثل تلك المليارات من الدولارات المهربة ،ليتخذ لها ثوبا آخر أبيض ناصعا بعيدا عن القمار والمخدرات والأفلاك المالية الخيالية، المطمسة المعالم والحقيقة والهوية عن قصد واستهداف اقتصادنا الوطني الهش و عن وسبق إصرار.
ولعل اقتصادنا الوطني هذا ،المستهدف،و في بعديه الخصوصي والعمومي، و من عمق البنك المركزي إلى أبسط خزان في حانوت بأقصى نقطة من هذا المنكب البرزخي.
ونسي أصحاب هذا الرأي المتشائم أن الطابع المافيوي للمال والأعمال في هذا الكون يكاد يوازى حجم انتشار الربا في عالمنا الراهن، على غرار حديثه،صلى الله عليه وسلم ،أنه في زمان قادم، ولعله في زماننا هذا، من سلم من الربا لم يسلم من دخانه ورائحته النتنة والإنجذاب لذلك، طوعا أو كرها، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، و هو الصادق المصدوق، كما نسي أصحاب هذا الرأي الحازم ،على رأي البعض، أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وفي أول الأمر كادت أن تعصف تلك الثروة الغامضة لدى الشيخة العزة بقيمة عملتنا الوطنية واقتصادنا الوطني على وجه العموم؛ عندما تعمدت ربما عن غير سعي للإضرار أو ببراءة ،تحت ضغض الحماس برمي الأوراق النقدية - وتدخلت شخصيا يومها كما تدخلت الدولة؛ نهيا و زجرا عن ذلك الأسلوب المدمر لسمعة مجتمعنا ومصالح عملتنا واستقرار اقتصادنا الهش ..واتجهت البوصلة بعدها تدريجيا للعمل الخيري على شكل واسع ومفيد والتدرج باتجاه ساحة الشأن العام، مابين مواكبة الزيارات الرئاسبة و الانتخابات الرئاسية المنتهية للتو ،داعمين للطرف السلطوي المتغلب، مرشح الدولة العميقة (صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ محمدأحمد ولد الشيخ الغزواني )، وقد أبلوا بلاء حسنا(أسرة أهل الشيخ آياه ولد الشيخ سعدبوه) ، مابين العمل الخيري غير التمييزي والعمل السياسي المنحاز لمرشح سياسي رئاسي نوعي سبق ذكره..واليوم نقف على مفترق طرق بين الرأيين المتصارعين حول توزير السيدة خديجة بنت الشيخ ماء العينين عن مقاطعة المذرذرة، دون أن نكون مضطرين لترجيح رأي على آخر، لتعميق البحث من جهة حتى لا نوافق بسذاجة على تمثيل “المافيا باسم الدين، ووجود شبهة تبييض الأموال الغامضة المصدر، عندنا على الأقل كمتابعين،بغض النظر عن ما يدعيه البعض من تواصل إيجابي حول الموضوع بين الرئاسة عندنا وحكومة الكويت ،عبر السفير الكويتي المقيم ،هذا التواصل الذي أكد سلامة مصادر أموال، الشريفة العزة بنت الشيخ آيا ولد الشيخ سعدبوه؛ بينما لايزال بعض الحازمين المؤثرين - من ترك الحزم ذل - يفضلون إبعاد الوزيرة المقترحة عن الحكومة المرتقبة إيثارا لتطبيق القاعدة السليمة(السعيد من اتعظ بغيره) ، حتى لانقع في تجارب مماثلة ببعض الدول في آسيا وافريقيا ذهبت ضحية تبييض الأموال العابرة للقارات، وبأساليب يصعب اكتشافها أحيانا .رغم أن أصحاب هذا الرأي يتساءلون بمرارة: هل سنترك الحذر المأمور به شرعا في مثل هذه المواقف الخطيرة على مصائر الدول والمجتمعات ،أم سنقضل مجاملة البعض ،على حساب مصداقية الدولة واقتصادها وأموالها، ومن المعروف أن الإقتصاد هو العمود الفقري لكل الدول والمجتمعات الجادة، والمال عصب الحياة، أم سنحرم شابة بريئة لعبت دورا سياسيا يخدم استقرار البلد برمته؟ ،على رأي البعض.
وأي الجانبين أخطر؟ المبالغة في الحذر أو درء مفسدة الإتهام من غير دليل مفحم ،وأكاد أميل للرأي القائل بالوسطية و تعميق البحث ،دون حرمان خدجة الشابة الواعدة من حقها في التوزير .إن أثبتت البحوث الجارية ،عدم صلتها ،من قريب أو بعيد ،بشبهة تبييض الأموال.
و الرأي عندي باختصار ،هذه التهم الجزافية تستحق التحري ،لكنها غير ملزمة ولاتمنع من التوزير المرتقب ،لأختنا خدجة منت الهيبة ولد الشيخ ماء العينين، ل”أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ،والأصل البراءة ما لم يثبت مايشوبها أو يؤكد ضدها.
مامن صواب فمن الله وما من خطإ فمني ،
ولله الأمر من بعد.
وللتذكير، فيما يلي ننشر هنا المقال السابق تحت عنوان خديجة الوزيرة المرتقبة:
_و مع الأخلاق أيضا .بارك الله فى أختنا و ابنت عمنا ،خديجة بنت الهيبه ولد الشيخ ماء العينين،حفظها الله و رعاها و سدد خطاها.
الوزيرة المرتقبة فى حكومة ما بعد الاقتراع،بإذن الله.
حفظهم الله و رعاهم و سدد خطاهم.
فعلا بدأت الدكتورة خديجة بنت الهيبه ولد الشيخ ماء العينين تلعب دورا محوريا فى ولاية اترارزه و مقاطعة المذرذره بوجه خاص،و لذلك طبعا ما يترتب عليه لاحقا،بإذن الله،بعد طي صفحة الانتخابات و الشروع فى تشكيل الحكومة.
الدكتورة خديجة تزامن ظهورها مع ما تبذل والدتها الشيخة العزة و إخوتها فى مجال العمل الخيري الراشد و العمل السياسي الجاد،خصوصا فى سياق دعم المرشح،محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزوانى.
و على ضوء اعتراف الرئيس غزوانى بالجميل و تثمين الجهود الملموسة النافعة للمجتمع و الدولة،و كونها امرأة و شابة،كل ذلك قد يساهم فى اختيارها وزيرة،فى سياق سياسة ضرب عصفورين بحجر واحد،و فى سياق أيضا تكريس شعار،”المأمورية الثانية بالشباب و للشباب”،فهذا بعض أوجهه ربما.
و باختصار ما تم تسجيله فى مكاتب النمجاط و بالآلاف،و ما بذلت أسرة الشيخ آياه ولد الشيخ سعدبوه على الصعيد الوطني و فى اترارزه على وجه الخصوص،و مقاطعة المذرذره بوجه أخص ،لصالح المرشح الرئاسي،محمد ولد الشيخ الغزوانى،المتوقع فوزه فى الشوط الأول ،حسب مؤشرات متضافرة،كل هذا سيساعد على تغيير الخارطة السياسية فى اترازه بوجه خاص.
و اما الدكتورة خديجة بنت الشيخ ماء العينين الذى تتصدر المشهد الإعلامي و الانتخابي فى تكنت و المذرذره عموما،قد يمنحها ذلك فرصة غير مفاجئة للظهور فى تشكيل الحكومة المنتظرة ما بعد رئاسيات 2024،بإذن الله.