أولوية تشغيل الشباب أصحاب الكفاءات في موريتانيا/ الشيخ سعدبوه اعل
فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني.
أود أن أستهل رسالتي بتهنئتكم على انتخابكم رئيسا لموريتانيا لعام 2024.
يتطلع الشعب الموريتاني إلى قيادتكم في تحقيق التنمية المستدامة والنهوض بالاقتصاد الوطني ومن بين أهم التحديات التي تواجهنا، تأتي قضية تشغيل الشباب أصحاب الكفاءات على رأس الأولويات، خاصة في ظل استمرار عمل المتقاعدين وتضييق الفرص أمام الشباب الطموح.
الوضع الحالي في موريتانيا
في موريتانيا، نلاحظ استمرار عمل المتقاعدين في مختلف القطاعات، حيث يشغلون مناصب هامة يعتمد عليها الاقتصاد الوطني. وعلى الرغم من القيمة الكبيرة لخبراتهم، إلا أن هذا الوضع يحد من فرص الشباب الموريتانيين في دخول سوق العمل وتحقيق طموحاتهم.
والأمر الأكثر تعقيداً أن بعض هؤلاء المتقاعدين قد تجاوزوا سن 75 عاما، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرتهم على مواكبة التطورات الحديثة وفاعليتهم في المناصب التي يشغلونها.
تأثير عمل المتقاعدين على فرص الشباب
تقليص الفرص الوظيفية: استمرار المتقاعدين في العمل يؤدي إلى شغل المناصب التي كان يمكن أن تتاح للشباب، مما يقلص من فرص التوظيف المتاحة لهم.
ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب: نقص الفرص الوظيفية المناسبة للشباب يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة بينهم، مما ينعكس سلبا على الاقتصاد الوطني والاجتماعي.
إحباط الكفاءات الشابة: عدم القدرة على الحصول على وظائف تتناسب مع كفاءاتهم ومهاراتهم يسبب إحباطاً للشباب ويدفع بعضهم إلى البحث عن فرص أفضل في الخارج، مما يؤدي إلى هجرة العقول.
حد من التقدم الوظيفي: عمل المتقاعدين في مناصب هامة يحد من فرص التقدم الوظيفي للشباب الذين يتطلعون إلى الترقي داخل مؤسساتهم، مما يعوق تطورهم المهني ويحد من تطلعاتهم، سواء كانوا من ذوي الخبرة والكفاءة المستمدة من الدراسة أو التجربة العملية.
حلول مقترحة
إعادة النظر في سياسات التوظيف: من الضروري مراجعة سياسات التوظيف لضمان توفير فرص متساوية للشباب. يمكن تحقيق ذلك من خلال وضع برامج تدريبية تتيح لهم اكتساب الخبرة العملية اللازمة.
تشجيع التقاعد المبكر: تقديم حوافز مالية وتشجيعية للمتقاعدين على التقاعد المبكر، مما يفسح المجال أمام الشباب لشغل هذه المناصب.
تحديد سن للتقاعد الإلزامي: يمكن وضع حد أقصى لسن العمل الفعلي، مثل 65 أو 70 عاماً، لضمان تجديد الدماء في المؤسسات المختلفة.
الاستفادة من المتقاعدين كمستشارين: إذا كان لا بد من اكتتاب هؤلاء المتقاعدين، على الأقل يمكن أن يتم اكتتابهم كمقدمي خدمة استشارية بشرط أن يحملوا خبرة في المجال الذي يخصهم، مما يتيح للشباب تولي المناصب التنفيذية ويستفيد من خبرات المتقاعدين.
تدريب وتأهيل الشباب: الاستثمار في برامج تدريب وتأهيل الشباب لتزويدهم بالمهارات والخبرات المطلوبة لسوق العمل الحديثة.
تشجيع ريادة الأعمال: دعم الشباب في إنشاء مشاريعهم الخاصة وتوفير البيئة الملائمة لهم يمكن أن يخلق فرص عمل جديدة ويحد من البطالة.
تفعيل دور القطاع الخاص: تشجيع القطاع الخاص على توظيف الشباب من خلال تقديم حوافز ضريبية ودعم مالي للشركات التي توظف نسبة معينة من الشباب.
الختام:
فخامة الرئيس، إن أولوية تشغيل الشباب أصحاب الكفاءات تتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
إن تحقيق توازن بين الاستفادة من خبرات المتقاعدين وتوفير الفرص للشباب هو أمر حيوي لضمان استمرارية النمو الاقتصادي والاجتماعي في موريتانيا.
بتوجيهاتكم الحكيمة وقيادتكم الرشيدة يمكننا أن نحقق هذا التوازن ونوفر بيئة عمل ملائمة تمكن الشباب من تطوير مهاراتهم والمساهمة الفعالة في بناء مستقبل أفضل لموريتانيا.
مع تمنياتي لكم بالتوفيق والسداد