موريتانيا تحبس أنفاسها عشية ثامن انتخابات رئاسية بتاريخها
يتوجه أكثر 1.9 مليون ناخب موريتاني إلى صناديق الاقتراع، السبت، في ثامن انتخابات رئاسية بتاريخ البلاد لاختيار رئيس جديد أو تجديد الثقة في الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني.
بالإضافة إلى الغزواني، يتنافس في هذه الانتخابات 6 مرشحين آخرين، أبرزهم رئيس حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (إسلامي معارض) حمادي ولد سيدي المختار، والناشط الحقوقي بيرام الداه ولد اعبيدي.
ودخلت البلاد، منذ فجر الجمعة، مرحلة الصمت الانتخابي، حيث اختتم جميع المرشحين حملاتهم الدعائية.
ويبدأ التصويت في الانتخابات عند الساعة السابعة من صباح السبت بالتوقيت المحلي (نفس توقيت غرينتش)، على أن تُغلق صناديق الاقتراع عند الساعة 19:00.
ويبدأ إعلان النتائج تدريجيا في العادة بعد نحو ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع، فيما يتوقع أن تتضح ملامح المرشح الفائز بحلول فجر الأحد.
ويتوقع أن تُعلن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات (جهة الإشراف) النتائج الأولية للانتخابات مساء الأحد، على أن تُعلن النتائج بعد ذلك بشكل رسمي من طرف المجلس الدستوري.
والمجلس الدستوري هيئة معنية بالرقابة على دستورية القوانين، ويسهر على صحة عمليات الانتخابات وإعلان نتائجها، وقراراته ملزمة وغير قابلة للطعن.
ويتم انتخاب الرئيس بالأغلبية المطلقة للأصوات المعبر عنها (50 بالمئة+1)، وإذا لم يحصل أحد المترشحين على الأغلبية في الجولة الأولى، تُنظم جولة ثانية بعد أسبوعين بين المرشحَين الحاصلين على أعلى نسبة من الأصوات.
ولا يحق لأى رئيس سوى فترتين رئاسيتين كل واحدة منهما 5 سنوات.
تأهب أمني
وقبل موعد الاقتراع بأيام، اتخذت السلطات الأمنية إجراءات استباقية لمنع أي اضطرابات محتملة.
شملت هذه الإجراءات منع بيع البنزين في الحاويات لمواطنين، وحظر عرض عجلات السيارات في الأماكن العامة خشية استخدامها في أعمال شغب.
وجاءت هذه الإجراءات بعد أحداث شغب شهدتها مدينة نواذيبو (غرب) قبل يوم واحد من اختتام الحملة الدعائية.
إذ اقتحم خلال هذه الأحداث عدد من الحاضرين المنصة الرسمية في نشاط لحملة المرشح الغزواني، مرددين شعارات مؤيدة للمرشح المعارض اعبيدي.
وفي تعليق على تلك الأحداث، أكدت وزارة الداخلية على إصدار تعليمات صارمة للأجهزة الأمنية للتعامل بحزم مع أي محاولة للإخلال بالأمن والنظام.
وشددت الوزارة، في بيان لها، على "عدم التسامح أو التساهل مع أي شخص يُهدد أمن واستقرار الموريتانيين".
ولم تُفصح السلطات الموريتانية عن عدد أفراد الشرطة والجيش المُكلفين بتأمين العملية الانتخابية، لكن عادة ما يتم الدفع بآلاف الجنود لتأمين مراكز الاقتراع.
من هم المرشحون؟
يحتدم التنافس بين 3 مرشحين أبرزهم الرئيس الحالي المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني (67 عاما) حيث تشير توقعات المراقبين إلى أنه الأقرب للفوز.
الغزواني، دخل عالم السياسة من بوابة المؤسسة العسكرية، حيث شغل منصب قائد الأركان العامة للجيش، ثم مديرا عاما للأمن الوطني ثم وزيرا للدفاع، قبل أن يُنتخب رئيسا للبلاد سنة 2019.
وبالرغم من أن توقعات المتابعين تشير إلى أن الغزواني قد يحسم الفوز من الجولة الأولى إلى أن البعض لا يستبعد جولة ثانية في ظل حالة التنافس الحاصلة.
ويعتبر زعيم المعارضة رئيس حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" حمادي ولد سيد المختار (49 عاما) أحد أبرز المنافسين للغزواني في هذه الانتخابات.
انتُخب المختار نائبا في البرلمان الموريتاني لولايتين متتاليتين، قبل أن يُنتخب رئيسا لحزبه عام 2022.
أما المنافس الرئيسي الآخر للغزواني، فهو الناشط الحقوقي بيرام الداه ولد اعبيدي (58 عاما)، الذي يخوض الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة على التوالي.
إذ شارك اعبيدي، في الانتخابات الرئاسية الماضية 2019 وحصل على المركز الثاني بنسبة 18.58 بالمئة من الأصوات.
وقبل ذلك شارك في انتخابات 2014، وحل ثانيا أيضا بحصوله على 8.67 بالمئة من أصوات الناخبين.
ويشارك في الانتخابات، كذلك، المحامي العيد ولد محمد (45 عاما) المدعوم من "تحالف قوى الإنقاذ" (معارض) ويتوقع متابعون أن يحل في المرتبة الرابعة.
كما يخوض هذا السباق الانتخابي أتوما سوماري، وهو طبيب ينتمي للقومية السونونكية الزنجية، وسبق أن تولى إدارة عدة مستشفيات، ويرفع شعار "مكافحة الفساد".
ومن بين المتنافسين أيضًا مامادو بوكارى با، الذي ينتمي للأقلية الزنجية من قومية "الفلان".
يرأس بوكاري با، حزب "العدالة الديمقراطية حركة التجديد" (معارض)، الذي يناضل من أجل حقوق الأقلية الزنجية في الجنوب الموريتاني.
ويشارك في السباق الانتخابي كذلك محمد الأمين المرتجى الوافي، وهو متفش مالية وخبير محاسبة، سبق أن ترشح للانتخابات الرئاسية الماضية، وحصل على 0.44 بالمئة من إجمالي الأصوات.
مراقبون دوليون
أوفدت هيئات دولية فرقا لمراقبة الانتخابات الرئاسية الموريتانية.
من بين هذه الهيئات الاتحاد الإفريقي، والمنظمة الدولية للفرنكوفونية، ومجموعة دول الساحل والصحراء، ومنظمة التعاون الإسلامي، وشبكة النساء الرائدات في إفريقيا.
وأجرت هذه الفرق على مدى اليومين الماضيين لقاءات مع مسؤولين حكوميين، كما قامت بزيارة المجلس الدستوري.
بدورها، أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات جهوزيتها ليوم الاقتراع.
وقال المتحدث باسم اللجنة محمد تقي الله الأدهم، للأناضول، إن اللجنة باتت جاهزة لاقتراع الغد "حيث تم توزيع المعدات اللازمة للعملية الانتخابية على امتداد التراب الوطني وكل في الدول التي ستصوت فيها الجاليات الموريتانية".
وتحظى الانتخابات الرئاسية باهتمام كبير على المستوى الإقليمي، نظرا للموقع العام لهذا البلد العربي في منطقتي المغرب العربي والساحل الإفريقي، هذه الأخيرة التي تعيش اضطرابات أمنية.
وتراقب الدول الغربية بصفة خاصة هذه الانتخابات؛ حيث تعتبر نواكشوط شريكا أساسيا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يخشى التمدد الروسي في المنطقة.