ولد سيدي المختار من روصو: الفساد المستشري لم يترك ولاية اترارزة تنعم بخيراتها

قال مرشح الرئاسيات حمادي ولد سيدي المختار، إن ولاية اترارزة حباها الله بموارد عديدة وكثيرة جدا لكن الفساد المستشري من الاستقلال وإلى اليوم لم يترك هذه الولاية تنعم بخياراتها، وما حباها الله به.

 

وعبر خلال مهرجان شعبي نظمه مساء اليوم الثلاثاء في مدينة روصو، عن سروره بالاستقبال الكبير الذي حظي به الوفد وهو ينزل بالمدينة، وعن سروره بالحضور الكبير والصبر في هذا الوقت الحار، مؤكدا أنه على يقين أن ذلك سيجسد في صناديق الاقتراع يوم 29 من هذا الشهر.

 

وقال ولد سيدي المختار "أسمحوا لي في البداية بالترحم على أرواح أولئك الشباب الذين قضوا أمس مهاجرين عن بلدهم لأنهم لم يجدوا لقمة العيش، وغادروا يركبون أمواج البحار ويذهبون بعيدا في السماء بحثا عن عيشة كريمة خارج بلدهم"، متسائلا "هل كان ذلك بسبب قلة مواردنا، وهل لدى بلدنا عجز في الموارد تفرض على شبابه الهجرة بهذه الطريقة"، قائلا "لا، بلدنا غني جدا ولم يكن ينبغي لشبابنا الوقوع في هذه المخاطر والتي راحوا ضحية لها"، معبرا عن تعزية أسرهم والترحم على أرواحهم.

 

وأكد رئيس حزب "تواصل" ومرشحه للرئاسيات، أن ولاية اترارزة معروفة بتاريخها الكبير، "تاريخ علمائها الأجلاء الذين نشروا الشرع ودين الله سبحانه وتعالى في كل ربوع هذا الوطن بل وخارج الوطن"، داعيا الله أن يبقي تلك النعمة في هذه الولاية كما كانت.

 

وأشار إلى أن لمقاطعة روصو بالذات ثانويتها الشاهدة على العديد من الخريجين الذين خدموا الوطن، مضيفا "ما ذلك إلا لعراقة هذه المدينة وعراقة هذه الولاية".

 

وأكد أن للولاية عبارتها التليدة القديمة الجميلة التي لم تعبر بالمرضى والتجار فقط، بل عبرت بالعلم وبالعلماء، وعبرت بالتربية، وعبرت بكل خير إلى إفريقيا الحبيبة.

 

وقال ولد سيدي المختار إن ولاية اترارزة لا يمكن أن يكون هذا حالها، وأن يعاني سكانها من الفقر وهي تمتلك أراضي زراعية صالحة بدرجة عالية، وأنه كان من المفروض أن تكون مصدرة للأرز والقمح وكل أشكال الحبوب للوطن وخارج الوطن، متسائلا "هل من المعقول أن تكون لدينا هذه الأراضي الصالحة والمياه الصالحة ومع ذلك حين تتوقف شاحنات البلدان المجاورة ترتفع فينا أسعار الخضروات بشكل مذهل جدا"، معتبرا أن سبب ذلك هو الفساد والأنظمة الحاكمة لأنها لم تستصلح هذه التربة ولم توفر للمزارعين الظروف التي يخدمون بها بلدهم ويوفرون العيش الكريم لأنفسهم.

 

وأضاف "في مشروع تواصل الذي سينتصر بإذن الله يوم 29 من هذا الشهر سيكون من أولوياتنا موضوع الزراعة في ولاية اترارزة حتى تكون مصدرة للخضروات والأرز والقمح وكل أشكال الحبوب للوطن ولخارج الوطن".

 

وأعتبر أن القضية بسيطة وتتعلق بمجرد إرادة وتمويلات تمنح للمزارعين وآليات يتم توفيرها، وبعض الوسائل التي تعين على استصلاح الأرض، مضيفا "ميزانية موريتانيا جديرة بتوفير ذلك لأهل روصو حتى يتمكنوا من تصدير الحبوب والخضروات للداخل والخارج"، متعهدا بمنح قروض ميسرة جدا للمزارعين يكون باستطاعتهم ارجاعها على أمد بعيد، وتمكنهم من استصلاح الأرض.

 

وتحدث حمادي ولد سيدي المختار عن المليارات التي تعقد لها الندوات والمحاضرات لصالح الزراعة في روصو، متسائلا "هل انعكس ذلك عليكم بشكل إيجابي؟".

 

وأكد ذات المتحدث ضرورة وجود إرادة قوية تستصلح هذه الأراضي ليستفيد الجميع من خيراتها ويكون منتوجها صالحا للتصدير إلى الخارج، مضيفا "قد يتعلل البعض بوجود مشكل عقاري"، قائلا "نحن نعدكم في مشروع تواصل حين نصل إلى الحكم أن ننطلق من مبدأ أن الأرض لمن أحياها، وستسلم هذه الأرض للذين أحيوها وسيزرعونها وستؤتي أكلها بإذن الله تعالى.

 

وأشار إلى أن بعض المتحدثين سألوا الحضور هل هم راضون عن وضعية كذا ووضعية كذا"، مضيفا "أنا أسأل هل هناك حالة واحدة ترضون عنها، تخدمكم بها هذه الأنظمة المتعاقبة عليكم؟".

 

وفي ما يخص الثروة الحيوانية قال إن الولاية لم يقدم لها هذا النظام أي خدمة، ولم ينشئ لها أي مصانع للألبان، ولم يقدم أي دعم للمنمين، ولم يتدخل لصالحهم، من أجل تطوير هذه الثروة الكبيرة الهائلة التي يمكن أن تغنيهم وتغني معهم آخرين، معتبرا أنها مضيعة وأن مشروع تواصل يبشر بتدخل كبير لصالح هذه الثروة حتى يستفيد أصحابها وتستفيد الولاية ويستفيد الوطن.

 

وقال إن المصنع الذي أنشئ مؤخرا في روصو لا يلبي الحاجة، متسائلا "أيعقل أن دولة تمتلك هذه الثروة الكبيرة الموجودة في اترارزة وولايات أخرى داخلية، يتم تصدير اللبن إليها من الخارج رغم أننا لا نعرف نوعية المواد الحافظة التي أضيفت له، ومدى صلاحية التاريخ المكتوب عليها، وكأن لدينا فقر في الثروة الحيوانية، مؤكدا أن الثروة الحيوانية الكبيرة لدينا حين تجد إرادة قوية، وتنظم وضعيتها ستكفي ألبانها كل الوطن، ونطمئن على أنها ألبان طبيعية وصالحة للاستعمال، مؤكدا أن مشروع تواصل يتعهد بذلك.

 

وسأل ولد سيدي المختار عن وضعية المدينة خلال موسم الأمطار، وهل يوجد صرف صحي، أم أنهم كما كانوا يعبرون النهر سباحة، سيتحولون إلى السباحة داخل مدينتهم، لانعدام الصرف الصحي، قائلا "بشراكم عندما يصل هذا المشروع سيأتي بصرف صحي، حيث يتم صرف مياه الأمطار لحظة توقفها لجودة الصرف الصحي الذي سيتم إنشاؤه، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون "كالتلاعب الذي يتم معكم في الوقت الحالي، والصفقات التي تمنح لرجال أعمال وينتهي العمل في أيام، وحين ينزل المطر يتبين عدم جدوائية ذلك"،

 

وأضاف ولد سيد المختار "يؤلمني ويؤسفني أن تكون جميع الدول المجاورة لنا أحسن حالا منا، فطرقها ليست كطرقنا ومشافيهم ليست كمشافينا وخدمات الماء والكهرباء تخلف عن نفس الخدمات عندنا، حتى خدمات الاتصال"، متسائلا "أنتم هنا تستفيدون بدون انقطاع من خدمات الاتصال بالسنغال، في ظل رداءة الاتصالات عندنا".

 

وأكد أن الموارد كثيرة لكن الفساد عاث في الأرض ولم يترك شيئا، مؤكدا "أقول للمفسدين حين يصل تواصل سنقول لهم وداعا إلى ما لانهاية وبدون أسف عليكم، وسيأتي المصلحون لكافة مرافق الدولة، وسيكونون في خدمة المواطن والوطن".

 

وأبزر ذات المتحدث أن الخدمات ستمنح للمواطنين دون منة وبكل أريحية، وسيكون الموظف أجير لدى المواطن وليس العكس، ولم يعد أي موظف قادرا على إغلاق باب مكتبه، وحين يفعلها ستتم إقالته بسرعة ويعاقب عقابا أليما، مضيفا "سنعمل على خدمة المواطن وسنحرص على مصلحة الوطن ولا مكان للمفسدين، ولا مكان للكسالى، ولا مكان لمن يتكبرون على المواطن".

 

وخاطب الشباب الذي أشاد بمستوى حضورهم للمهرجان، قائلا "أرى أن دولتكم على الأبواب بإذن الله، أنتم رجالها، فموريتانيا بعد 29 ستكون دولة الشباب ودولة النساء"، معتبرا أن دولتهم قريبة بنضالهم وتضحياتهم وبتحركهم من هذه الميدان للدعاية لمشروع تواصل.

 

وأضاف "بانتصار تواصل ستتحول الدولة إلى دولة شابة"، مؤكدا أن للكبار مكانة محفوظة وسيتم تبجيلهم، لكن العطاء والحيوية بدرجة كبيرة عند الشباب، والدولة لهم لأن الكبار قدموا ما لديهم من عطاءات، وعليهم أن يسلموا الراية للشباب.

 

وقال حمادي ولد سيدي المختار إن وضع المتقاعدين في أي قطاع من الأمور التي تهمه بشكل كبير، ووضعهم في موريتانيا غير مقبول، مضيفا "بإذن الله تعالى وضعية المتقاعدين ستتحسن عندما يحكم مشروع تواصل في الأيام المقبلة إن شاء الله".

 

وأكد أن هذه المشروع لا يتحمله تواصل ولا مرشحه للرئاسة، بل إن الجميع سيكونون في خدمة هذا المشروع وفي حمايته وخادمين له، مضيفا "حتى وإن كانوا غير منتمين لحزب تواصل، ينبغي أن يتقدموا ونحن نعول عليهم، ولم يعد أمامنا سواء بناء هذا الوطن".

 

وتعهد رئيس "تواصل"، ومرشحه للرئاسيات بزيارة روصو بعد سنتين من حكم تواصل للاطلاع على المتغيرات التي شهدتها المدينة حينها، ولمعرفة هل أنجزت المصانع، وشيّدت الشوارع اللائقة بالمدينة وتاريخها وعراقتها"، مشددا على أن وضع المدينة الحالي ينبغي أن يتغير، مشيرا إلى أن ذلك التغيير الإيجابي سيشمل كل ولاية اترارزة برجالها وعلماءها وأدبها وتربيتها، وأن الولاية ستنال مكانتها اللائقة في هذا المشروع.

18 June 2024