انتفاضة القبائل الموريتانية لدعم غزة.. تنافس في الخير بجمع التبرعات

تتواصل في موريتانيا منذ أشهر حملات تضامن واسعة، مع غزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية خلفت حتى الآن آلاف القتلى والجرحى ودمارا هائلا في البنية التحتية.

 

ورغم بعد المسافة بين موريتانيا وفلسطين، فقد تسابق الموريتانيون منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لتنظيم الفعاليات المتنوعة الداعمة للشعب الفلسطيني.

 

وسمحت السلطات الموريتانية بإقامة كل أشكال التضامن مع غزة بما في ذلك التظاهر أمام سفارات الدول الغربية الداعمة لإسرائيل وتنظيم حملات التبرع وإقامة المهرجانات المؤيدة لغزة والمقاومة الفلسطينية.

 

وتخرج في العاصمة نواكشوط ومدن أخرى مظاهرات أسبوعية تدعو لوقف العدوان على غزة، وتنقد صمت الأنظمة العربية تجاه حرب العدوان على القطاع.

 

وعلى الصعيد الرسمي يؤكد العديد من المسؤولين الموريتانيين من حين لآخر أن ما تقوم به إسرائيل هو "جرائم إبادة" مطالبين بتحرك دولي لوقف هذه الحرب.

 

كما ارتفعت أصوات في البرلمان الموريتاني تدعو لسن قانون يعتبر التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي جريمة، وقطع العلاقات مع أي دولة تدعم الاحتلال بالمال والسلاح، ودعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح والدواء والغذاء.

 

تبرعات من القبائل الموريتانية

ورغم هبة الشعب الموريتاني المتضامنة مع غزة، لكن القبائل الوطنية لفتت الأنظار بتنافسها في جمع التبرعات لأهالي قطاع غزة المحاصر.

 

وقد استطاعت مبادرات القبائل الموريتانية حتى الآن في جمع أكثر من 5 ملايين دولار لصالح المتضررين في قطاع غزة.

 

وتقوم القبائل الموريتانية بتسليم الأموال المتحصل عليها من هذه التبرعات لحركة "حماس"، وهيئة "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني" (غير حكومية) و"المنتدى الإسلامي الموريتاني" (غير حكومي) ويتم توثيق ذلك في حفل تسليم لكل مساهمة.

 

وقد أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمبادرات القبائل الموريتانية، مؤكدة على ضرورة أن تستمر هذه المبادرات.

 

وقال ممثل حركة (حماس) في موريتانيا محمد صبحي أبو صقر، إن مبادرات القبائل الموريتانية هي الوحيدة في البلدان العربية التي تشكلت لدعم وإسناد شعب غزة وللوقوف خلف المقاومة ومناصرتها.

 

وأضاف في مقابلة مع قناة المرابطون (محلية خاصة) السبت الماضي: "انتفاضة القبائل الموريتانية وأهل موريتانيا عامة في إسنادهم ودعمهم هو مقدر ومشكور، موريتانيا تعد من أكثر الدول العربية والإسلامية إسنادا وعدما لغزة".

 

من جهته قال الناطق الرسمي باسم منظمة "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني" (تستقبل تبرعات الموريتانيين لغزة) محمد سالم ولد عابدين، إن "الشعب الموريتاني هب منذ السابع من أكتوبر بكافة أطيافه وفئاته نصرة ومؤازرة للمقاومة ولمعركة طوفان الأقصى".

 

وأضاف ولد عابدين في تصريح للأناضول: "لم يدخر شعبنا اي جهد فجاءت المسيرات والوقفات المنددة بالعدوان الإجرامي على غزة، وأعطى الموريتانيون بكل سخاء مالهم نصرة لهذه المعركة ولتعزيز صمود الشعب الفلسطيني أمام جبروت آلة الحرب الصهيونية".

 

وأشار إلى أن القبائل الموريتانية "لعبت دورا استثنائيا في هذا المجال حيث نظمت حملات تبرع نوعية ومميزة كانت حصيلتها كبيرة ماليا لصالح إخوتنا في غزة".

 

وتابع: "ما قامت القبائل من تبرع يمثل فخرا لكل مواطن موريتاني يرى إخوته يبادون على يدي احتلال إجرامي يقوم بحرب إبادة شاملة في غزة".

 

دور فعال للأحزاب السياسية

وضمن حراك الشعب الموريتاني الداعم لغزة، نظمت الأحزاب السياسية الموريتانية حملات تبرع لغزة، شارك فيها حزب "الإنصاف" الحاكم وأحزاب المعارضة.

 

ومنذ بداية الحرب على غزة شكلت الأحزاب السياسية الموريتانية مكتبا للتفاعل مع تطورات الأحداث في غزة وتنظيم الفعاليات التضامنية وجمع التبرعات لسكان القطاع.

 

واستطاعت الأحزاب السياسية الموريتانية تجاوز خلافاتها البينية، بخصوص الفعاليات التضامنية مع غزة، حيث سلمت هذه الأحزاب في ديسمبر الماضي رسالة مشتركة للسفارات الغربية في نواكشوط للتعبير عن رفض موريتانيا للدعم الغربي المستمر لإسرائيل.

 

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أكثر من 120 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وقرابة 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات.

 

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.

 

8 June 2024