الاستقرار أولا/ عبد الفتاح ولد اعبيدن
يتحدث كثيرون عن الرئاسيات المرتقبة و يقول غير واحد إن الرئيس الحالي سينجح فى الدور الأول،مبررين ذلك بسيطرة الدولة العميقة،و أن هذه الانتخابات مجرد إجراء دستوري لازم،لا يغير فى الأمر شيئا،و يصرخ غير واحد ،بأن الواقع لم يتغير و أن العهدة الرئاسية،المنتهية للتو،لم تأت بجديد،و يدعى أنصار النظام القائم كثرة الإنجازات و قدرة مرشحهم،محمد ولد الشيخ الغزوانى على حسم المعركة لصالحه.
بل و يتحدث فريق رابع،عن عمق الصراع الاجتماعي و الشرائحي بوجه خاص،و ضعف مستوى أداء الدولة،و أن موريتانيا،كدولة،أصبحت مشروعا ضعيفا مهلهلا،و أنها ستسقط و تزول قريبا،مهما صفقنا و نافقنا و تملقنا للوضع القائم المهيمن!.
و لكن الحقيقة التى يتجاهلها أغلبنا ،أن الاستقرار السياسي و الاجتماعي ،هو أهم مكسب ،ينبغى أن نعمل،شعبيا و رسميا،على تعميقه،و مما هو استعجالي،ان نعمل على مكافحة غلواء الأسعار و نعمل على ترسيخ الاستقرار الأمني و تعضيد اللحمة الاجتماعية،و لعل نظام الأغلبية،و مع رئيس ذى خلفية و خبرة أمنية عميقة،مثل غزوانى،هذا النظام هو الأفضل،بمنطق المصلحة الوطنية،من أي مرشح آخر،قد لا يسيطر على اللعبة،و بوجه خاص،فى جانبها الأمني الاجتماعي.
إننا نريد المحافظة على هذا الاستقرار النسبي و المحافظة على حوزتنا الترابية و مكافحة أهم التحديات و أخطرها و أكثرها استعجالا،و فى هذا المعنى ،شخصيا،و بكل جدية و صرامة ،أدعو للتصويت للمرشح محمد ولد الشيخ الغزوانى،و دعوته و الإلحاح عليه لبذل المزيد من الجهود ،لتحسين الوضع العام،فهو فعلا بحاجة لإجراءات جادة و متنوعة ،عسى أن نغير من واقعنا البائس،نحو الأفضل،بإذن الله.
و سيبقى من الضروري أن نتمسك بقوة و عمق ،بقيم إسلامنا الجامع،الداعى للتراحم و التسامح و تعميق التعايش الإيجابي.
و يا أهل موريتانيا،هذا الرجل الذى يحكمنا ،مسالم و يبذل جهده،قدر المستطاع،للإصلاح و معالجة التحديات،و هذه العروض الترشيحية،رغم احترامي لها،واضح أن محمد ولد الشيخ الغزوانى أكثرهم خبرة و مسالمة ،و قابلية للتعايش مع من يحترم نفسه.