نص تدوينة ولد اجاي حول رسالة ترشح ولد الغزواني
إخوتي، أخواتي،
أصدقاء هذه الصفحة،
انقطعت عن هذا الفضاء منذ فترة بدواعي مهنية أعتقد أنها تلزمني بواجب التحفظ حول بعض القضايا.
بمناسبة الرسالة التي وجهها صاحب الفخامة للشعب الموريتاني معلنا قراره الترشح لمأمورية ثانية، وتقديمه اليوم لملف ترشحه أمام المجلس الدستوري، أردت، على هذه الصفحة الشخصية، وفي وقت خارج الدوام الرسمي، أن أسجل بعض الملاحظات والآراء.
لقد كانت الطريقة التي اختارها صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني لترشحه، فريدة في تقاليد البلد وممارساته الديمقراطية. لقد أبانت هذه الرسالة أولا عن الاحترام الكبير الذي يوليه الرئيس للمواطن والناخب الموريتاني، وثانيا عن التزامه الحرفي، نصا وروحا، بالقانون وبالقيم الجمهورية خصوصا في بعدها المتعلق باحترام التساوي في الفرص، وثالثا فقد رفعت بأسلوبها ولغتها ومضمونها مستوي النقاش والتعاطي السياسي حول كبريات القضايا الوطنية.
دون أن تهدف إلى إعطاء حصيلة شاملة أو برنامج مفصل، فقد غطت رسالة ترشح صاحب الفخامة كل المجالات والمواضيع المهمة لحاضر البلد ومستقبله: وحدته الوطنية، واجب وضرورة الاهتمام بذوي الدخل المحدود، المدرسة الجمهورية، الشباب ومحاربة البطالة، المرأة، الأمن، الدبلوماسية والموقف من القضية الفلسطينية، الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء، التأسيس لصناعات وطنية، الإدارة ومكافحة الفساد والرشوة.
أريد هنا أن أنبه إلى الطابع الخاص لأول موضوع أو مجال بدأت به رسالة صاحب الفخامة ألا وهو الوحدة الوطنية وضرورة الانسجام الاجتماعي. يجب أن نعي جميعا وبشكل واضح لا لبس فيه أن طموحاتنا لهذا البلد لا سبيل لتحقيقها دون النجاح في نشر وترسيخ قيم المواطنة والمساواة والعدل بين مختلف مكونات مجتمعنا بعيدا، وكما ورد في رسالة الترشح، عن كل منطق قبلي أو إثني أو شرائحي أو فئوي وبعيدا عن ما يحمله موروثنا التاريخي والثقافي من رواسب الظلم والإقصاء ومن الصور النمطية التي لا يدعمها عقل ولا دين ولا قانون.
وحدها قيم الجمهورية ودولة المواطنة هي الأساس المتين والضامن الموثوق والطريق الأقصر للوطن الذي نحلم به والذي يدعونا الرئيس للعمل من أجله: وطن المؤسسات القوية، وطن يعتز أبناؤه بالانتماء إليه، ويتشرفون بالدفاع عنه، ويشاركون جميعا في تدبير شؤونه؛ وطن لا يشعر أي مواطن فيه أنه غريب أو مستهدف؛ وطن يصون كرامة مواطنيه ويحفظ حرياتهم العامة وهويتهم الإسلامية والحضارية، وتراثَهم الثقافي المتنوع الثري؛ ويهيئ لهم، في العدل والأمن والإنصاف، أسبابَ العيش الكريم والمنعة والتقدم والازدهار.
موضوع آخر ختم به صاحب الفخامة المواضيع التي تناولها في رسالته، لا يقل أهمية عن موضوع الوحدة الوطنية ألا وهو موضوع الحكامة الرشيدة ومكافحة الفساد والرشوة والتعدي على المال العام وضرورة الاعتماد على إدارة كفأة. الحقيقة التي يجب على الجميع أن يدركها هي أنه لا تطور ولا ازدهار ولا مستقبل لأي خطة تنموية دون إعلان الحرب الشاملة على الفساد وعلى كل دوائره. موارد بلدنا محدودة وشحيحة جدا وحتى ولو عبئت كلها لا تكفي لتمويل حاجاتنا التنموية الهائلة. لا منطق إذا ولا مجال للتراخي مع اليد التي تمتد للتعدي على رغيف وصحة وتعليم الموريتانيين. وفق صاحب الفخامة عندما وعد بالضرب بيد من حديد عليها.
حقيقة أخرى، لم تغب عن رسالة السيد الرئيس، وهي أن قاطرة التنمية والتغيير في المرحلة المقبلة لا بد أن تعتمد في المقام الأول على الشباب. كيف لا وهي مأمورية بالشباب ومن أجل الشباب. صاحب الفخامة أكد أيضا على عزمه الاعتماد بشكل أساسي على الإدارة وعلى الكفاءات المؤهلة فنيا وتقنيا وأخلاقيا.
أخيرا أوجه الدعوة إلى كل الإخوة والأصدقاء والشركاء وإلى الشباب بشكل خاص أن حان الوقت للنفير والتعبئة والانخراط في كل ورش العمل من أجل إنجاح المشروع الآمن لضمان المستقبل الواعد لبلدنا والذي يمثله انتخابنا المكثف لصاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني في الشوط الأول للانتخابات يوم 29 يونيو المقبل.
عاشت موريتانيا عادلة، قوية آمنة ومزدهرة.