ردا على سؤال متكرر/ عبد الفتاح ولد اعبيدن
المدينة المنورة/ كلما اجتمع نفر من أهلنا عند أحد التجار يسألني البعض هل حضرت اجتماع كذا فى منزل فلان التاجر الشهير،أقول له و لا علمت به و لا يمثلني،فهذه اجتماعات ضيقة ،تعتبر أقرب لنادى بعض تجار اسماسيد،و لقد دأبوا منذ بعض الوقت للالتقاء عند أحدهم ،حتى لا يفوتهم نصيب من الكعكعة الوطنية العامة،و خصوصا الجانب الاقتصادي،و لا ينشغل هؤلاء البتة بمعاناة فقراءهم و لا الأطر و الطبقة الوسطى من بنى جلدتهم،و أما أحمد ولد سيد باب،رغم كبر سنه،أطال الله عمره فى طاعته،فيحضر بروتوكليا ،تفاديا لضررهم،و هكذا يضيع شأننا العام الأسري ،بين صحون عشاء هؤلاء ،النخبوي التجاري الانتقاءي،و الدولة علاقاتها باردة جدا بهؤلاء التجار،لأنهم فى الغالب لا يلجون المكاتب العامة إلا لأغراضهم الخاصة ،و أحمد ولد سيد باب،حفظه الله،لا يقدم لولد غزوانى إلا ملفات أبناءه،و هم مستقيمون و أكفاء،إلا أن الدولة جربت مرارا تنمر محيى الدين و تعبت من الصبر عليه،رغم دراساته العالية المبرزة،إلا ان المخالطة تتطلب سعة الصدر و التنازلات المؤلمة الإيجابية.
و أما منت انتهاه فلم تخرج من تحت عباءتهم و لا ولد محم و لا غيرهم من الأطر القلائل ،المعينين من اسماسيد،فهذه اختيارات النظام،و لو سئل عنهم بعض تجار لكصر ،لكان حظهم حكم الرجم.
فالقوم يفضلون حاشيتهم و من يقبل تماما،دون نقاش أو استفسار،و لعله من الأفضل ترك المجموعات القلبية للعمل الاجتماعي،إن أمكن،رغم أن مجموعة التجار هذه فاشلة تماما فى العمل الاجتماعي الحقيقي المتوازن،و حتى قضية غزة المشروعة و الجذابة،لم يبادروا فيها بشجاعة و أسلوب علني تضامني،على غرار قبائل أخرى ،و مع ان الدولة تتعاطى ضمنيا بتشجيع تام مع كل ما يعنى فلسطين عموما وغزة المفجوعة بوجه خاص.
و أما إن كانوا اجتمعوا للإيحاء فحسب بدعم نظام الرئيس الحالي،محمد ولد الشيخ الغزوانى،فالإيحاء وحده لا يكفى ،فنحن قوم حريصون على الاستقرار و قوة الدولة الموريتانية،بل و الاستقرار فى شبه المنطقة كلها،و ينبغى أن يكون دعمنا صريحا لهذا النظام الحالي و ترشح ولد غزوانى لمأمورية ثانية،للتمسك بالاستقرار الإيجابي الحالي و مضاعفة المنجزات و تجاوز النواقص و الثغرات،و عموما إن اجتمعوا لدعم السلطة فى توجهاتها النافعة و محاولة تحريك بعض المهام الاجتماعية الملحة،فهذا طيب،رغم أنهم قد لا تعدمهم الوسائل لعشاء البعض،ما شاء الله،و لكن مثل هذه الاجتماعات لا تسع الجميع و لا يحضرها فى الأغلب الأعم إلا أصحاب الدثور،مع غياب ممثل مجموعة اعبيدن التجارية،الملياردير الشهير،سيد أحمد ولد إسماعيل ولد اعبيدن.