الإساءة مجرد تعبير عن الضعف والحقد وليست عملا سياسيا
ما حدث تحت قبة البرلمان من إساءة لمعالي الوزير الأول ،السيد محمد ولد بلال و وصفه بأشنع الأوصاف و الاعتداء اللفظي أيضا على سيدة نائب،كل هذا التصعيد و الإساءة المقصودة الجنونية،ليست عملا سياسيا و إنما تنفيس عن بعض العقد و الحقد و الكراهية،و مثل هؤلاء يتكفل بهم القانون،لأن هذه المنابر محترمة و مصونة للتعبير بمسؤولية عن الرأي و الرأي الآخر،و لطالما هدد البعض بأنه قادر على هدم موريتانيا فى لحظة،مثل قول أحدهم أنه قادر على السيطرة على البرلمان.
مثل هذه الأصوات الموتورة المتفلتة من كل حياء و خلق،أرجح أنها ستجد يومها ،و لن تذهب بعيدا فى مثل هذا السلك الفلكلوري الهابط المستوى و السيئ السبك،و سيتأكد للجميع أن الدولة الموريتانية قادرة على كبح جماح التطرف و الغلو و التحامل المجاني،و لقد آن لمثل هذه الأساليب
الخارجة عن القيم أن تردع بحسم و صرامة.
فوصف وزير أول دولة بكاملها بمثل هذه العبارات الرديئة الموغلة فى البذاءة لا يجوز أن يمر دون عقاب علني مؤدب.
و يبدو أن درسا حصل من قبل،بغض النظر عن اجترار ملابساته،لم يردع فريق الكراهية و الأذى المجاني،و مازال يستدعى لنفسه المزيد من الحزم و الحساب،و على نفسها جنت براقش،مثل ما يقال فى المثل العربي البليغ.
و من البديهي أنه فى مثل هذه المناسبات من عرض برنامج الحكومة على الجمعية الوطنية تكون الفرصة متاحة بصورة مباشرة للنقد ،بمختلف صوره الإيجابية،لكن طبعا بعيدا عن التجريح.اما ما وصلت إليه هذه المتحدثة بعيدا عن التعقل،فلا يمكن التغاضى عنه لشناعته،للأسف.
و لعله من الضروري التنبيه أن مثل هذه المهاترات و مع تراكمها قد تؤدى لتشويه سمعة برلماننا،فلنتبه قبل فوات الأوان،و لنحرص على تكريس البرلمان فرصة للتعاطى الحضاري بين الرأي و الرأي الآخر،و أما ما سوى ذلك فلا يخدم تجربتنا الديمقراطية و لا السلم الاهلي.
و من وجه آخر لا اعرف ما الذى يعيبه البعض على الوزير الأول الحالي،محمد ولد بلال،فما فتر عن الصلوات الخمس حيث ينادى بهن ،و لا عرف باقتراف حرمات المال العام،و أما الوساطات و قصة التمثيل و تكريس الموقع الحكومي العمومي لخدمة البعض على حساب البعض الآخر ،فمشروخة لا تقنع و غير مجدية و ليست ملزمة،و أما وصفه بالكلب من قبل من يدعى تمثيل الشعب،فأمر سيئ تماما و لا يحتمل إطلاقا،و هذه الشرذمة منذ دأبت على دعوى ممارسة السياسة اقترنت طريقتها بأسلوب الإساءة و محاولة الإضرار باللحمة الوطنية.
و ستبقى الوحدة الوطنية و اللحمة الاجتماعية بعيدا عن شطحاتهم و مخططاتهم المفرقة،و لنتمسك بالهدوء و التسامح و المسؤولية.
و ستبقى الدولة قادرة على الردع .
حفظ الله موريتانيا.