تقريب الإدارة من المواطن… مطلب ملح/ عبد الفتاح ولد اعبيدن
فى عدة مناسبات تعلن الجهات المعنية أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى يدعو الوزراء لضرورة تقريب الإدارة من المواطن،و لعل هذه الدعوة ضرورية و ملحة،لأن بعضهم يعتبر المرفق الحكومي ملكا شخصيا ،و بعضهم حين يكتب لك الولوج لقاعة انتظاره لا يلقاك إلا سمسار أو مقرب لدم أو مصاهرة،و فى بعض الفترات يمتنع “الديناصورات” عن أخذ الهاتف و استقبال من لا تنطبق عليه تلك الصفات المنفعية الضيقة أو الوشائج الخاصة،و بالضرورة الرؤساء تصلهم المعلومات،احرى الرئيس غزوانى ،بحكم خلفيته الأمنية.
فقد تولى إدارة الأمن و من بعد ذلك لمدة تزيد على عشر سنوات تولى قيادة أركان الجيوش،و يعرف ما ينشغل به بعض الوزراء و المسؤولين ،و لذلك يدعوهم مجددا و مكررا لتقريب الإدارة من المواطن،ضمن رسائل توجيهية غير مشفرة،بأن المرفق عمومي و ليس مزرعة شخصية ،لتحقيق المصالح الخاصة،كما يتصور البعض.
و هذه الغاية الملحة،تقريب الإدارة من المواطن،طالما دعا لها السيد الرئيس فى بعض اجتماعات مجالس الوزراء،و حث بوجه خاص على خدمة الضعفاء من المواطنين ،بالدرجة الأولى،و مع ذلك بقيت الغلبة لدى البعض ،لأولى الحظوة و النفوذ.
و مثل هذا المطلب الاجتماعي و الإداري ،تقريب الإدارة من المواطن،و الذى تدعو إليه المصلحة العامة،و ظل الرئيس،محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني يحض عليه باستمرار ،لن يتحقق من دون حملات إعلامية ناضجة و متواصلة،عسى أن يعي خصوصا النافذون من الوزراء و المسؤولين أن المرافق الحكومية ليست ملكية خاصة،و أن دعوات الرئيس لتقريب الإدارة محقة و جديرة باللاتفات و التطبيق الحرفي و الفوري
فبعضهم لم يعد يخفى تبرمه من اللقاءات و الانفتاح،و أدمن على الانغلاق و تجاهل دعوات بعض المواطنين،و خصوصا الضعفاء،لتسوية بعض ملفاتهم الاستعجالية،و مثل هذه الظواهر الإدارية البيروقراطية،قد تبعد الكثير من المواطنين عن دفة الحكم و تكرههم فى التردد على المرافق الحكومية،و يوم الاقتراع تجدهم نافرين،و قد يستدعى هذا تذكير بعض النافذين الحكوميين و إجراء تغييرات للتخلص ممن لا يقبل نصائح الرئيس المتكررة فى ضرورة تجسيد قرب الإدارة من المواطن،و لعله أيضا من باب الضرورة ينبغى تحديد موعدين شهريا للقاء الرئيس لبعض المواطنين الضعفاء،من أصحاب الملفات المزمنة المهملة،حتى ينتبه جميع الوزراء و المسؤولين أنهم إنما عينوا لحل مشاكل الرعية،و بوجه خاص ضعفاءها.
و لينتبه الجميع و فى جميع المستويات ،أن دعوة الرئيس الوزراء و غيرهم لتقريب الإدارة من المواطن أنها ملحة و. مفيدة،و قد تعنى خارج النطاق الحكومي ،ضرورة التعاضد و التضامن،و خصوصا مع الضعفاء و المعوزين و العجزة و المعوقين،و لا خير فينا إن لم ندعو للانفتاح و تكريس و تقريب الخدمة العمومية و الخصوصية،تناغما مع مبادئ الكتاب و السنة و تطبيقا لتوجيهات الرئيس المتكررة لرعيته،بدءً بالمسؤولين و انتهاءً بكل مستويات القدرة و المسؤولية فى الدولة و المجتمع،و كما قال عليه الصلاة و السلام،”كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته”.