في مواكبة مسابقة التعليم العالي: تنبيهات سريعة، وتوجيهات هامة

د. أنس أحمد ديدي - رئيس تجمع دكاترة العلوم الشرعية المعطلين.

1. أهم ما في هذه المسابقة في نظري القاصر أن تكون مثالا يحتذى مستقبلا، في الشفافية وحصول الثقة وكسر مراوغات المدلسين، ولو شفع ذلك بكشف أسماء المتلاعبين بالمصالح العامة وتحويرها "وتْجوْجيرْها" لتتحول عبر ضمانات في شتى المحطات لمصالح خاصة.

 

2. أننا هنا عاطلون نطالب بالدمج المباشر وفي أقل الأحوال اكتتابات على قدر حاجة المؤسسات والمتخصصين في كل التخصصات دون انتقائية ولا استثناء.

 

3. أنا نعلم جميعا حاجة مؤسساتنا الجامعية لكل التخصصات، ومع ذلك لا يكون التعبير عن الحاجة المعتمد نهائيا إلا عن آحاد مقاعد بمواصفات محددة ومحددة جدا، ومن الصعب معرفة الأسس التي عليها عبرت هذه المؤسسة عن حصر مقاعدها في تخصصات معينة مع إهمال حاجتها فيما سوى ذلك وبالأخص عند حصر الأولويات بموجب العطاء الشحيح ممن أمسكوا خشية الإنفاق فكانوا أعظم مثال على قول الحق تعالى {وكان الانسان قتورا}.

 

4. أن مطلب توسيع المفاهيم والبعد عن الإقصائية الذي بشرت به اللجنة شفويا، فيه روح استيعاب زملاء التخصص الذي يراد أن يتحكم فيه دون بعضهم بفعل فاعل، كما أن فيه مضايقة للفساد والمحسوبية والتفصيل على المقاس الذي لا يمكن أن يبرأ منه اكتتابنا الشحيح في أي محطة من محطاته، وليست الأقسام والشعب والكليات والجامعات في عصمة.

 

وللبعض أن يلحظ سر انعدام التعبير عن حاجة أي كلية أو معهد بالتعليم العالي لتخصص أو متخصص يعكس مبادئ هوية الجمهورية الإسلامية.

 

ويوقظ مدلولاتها الإيمانية الباعثة على الصدق والأمانة في نفوس الأجيال المتلاحقة.

 

أما إحكام سد باب الاكتتاب رغم الحاجة القائمة بشهادة الكل أمام مؤسسات العلوم الشرعية فيحتاج احتسابا من دولة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية.

 

أعني المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية - آخر اكتتاب 2007، وجامعة العلوم الإسلامية بالعيون -  آخر اكتتاب شهادة ميلادها 2011، والمحظرة الشنقيطية الكبرى القائمة على العلاقات.

 

5. أن فتح مدلولات دلالات ألفاظ التخصصات على ماهيتها أو مسمياتها، وإن ظهر للبعض فيه مزاحمة لأصحاب التوصيف الأدق داخل التخصص الدقيق، فإن فيه أيضا مزاحمة أصحاب هذا التخصص الدقيق والتوصيف والمادة المعينة لغيرهم فتخصصات أخرى فهو فتح متبادل فباؤك تجر وباء غيرك تجر أيضا. وذلك عند ما نعتمد الاستيعاب مبدأ.

 

6. أما أهم ما في فتح ذريعة التخصص وتوسيع مفهومه وعدم تحجيره على الإطلاق، فيبقى لائحا في مجال التوظيف في ضمان أمرين:

أولهما: عدم رجوع مقاعد المؤسسات شاغرة،

ثانيهما: ضمان استيعاب أكبر عدد ممكن من الدكاترة، وفق قاعدة "الل ما جبرنا يجبروه اخوتنا" أي عدم رجوع مقاعد الدكاترة شاغرة أيضا.

 

7. ثقوا زملاءنا الأعزاء الذين ظننتم أنكم ضمنتم نشر النتائج بالتفصيل، بكلمة شفوية من رئيس اللجنة أن الموضوع يحتاج متابعة، فاللجنة عندها مهمتان:

أولاهما: تطبيق خطتها المقررة عندها، منها المعلن المقنن، ومنها ما يكون لسان حالها فيه بالنسبة للمتسابقين: الجواب ما ترى لا ما تسمع،

ثانيهما: توفير جو السكينة العامة وضمان البعد عن الإثارة وخطر الإعلام السلبي، وتخفيض ضغط المظالم البينة، وغالبا ما تمتص اللجان غضب المشاركين بمسألتين:

- سياسة الباب المفتوح ولين الجانب وحسن الخلق واللقاء المتاح مع الكل وفيه توزن العقول والقدرات،

- وعود والتزامات فردية شفوية، تبقى أخلاقية على قدر أمانة الرجال وحرصهم على سمعتهم، وقدرتهم على المراوغة والتحمل.

 

لكنها غير ملزمة قانونيا إلا ببينة وبرهان {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}.

 

وكثيرا ما تعمد الدولة أو النافذون الأعلى إلى تغيير ذلك المسؤول الذي التزم عليها التزاما تتحاشى الالتزام به عندما يرفض هو الانتحار في باب الصدق والوفاء بتراجعه عن التزامات قطعها على نفسه بموجب شخصيته وصلاحيات منصبه.   

 

19 January 2024