هل تعمل الماسونية بحرية فى موريتانيا؟/ عبد الفتاح ولد اعبيدن
على كل حال أنا أعرف جيدا أن البعض يفضل المال و النفوذ على تحصين الموريتانيين من عدوى الأنشطة الماسونية الصهيونية اليهودية،و هذا خطير و مؤسف ،لكن حكمة صاحب الفخامة ،محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزوانى تقتضى التحرك فى الأوان المناسب،و ذلك بالمنع البات لكل نشاط يدعم من قريب أو بعيد الإبراهيمية،على الطريقة الماسونية،و التى هي واجهة هذا التطبيع غير المباشر و التمدد الصهيوني الخفي فى موريتانيا،و عموما إن رفضنا من التطبيع مجرد الشكل و قبلنا الجوهر فهذا خطير،و حتى إن كان بعض أنصار الحالة السياسية القائمة لا يؤمنون إلا بالمصالح المادية و فى بعدها الانتخابي المرتقب،فإن ظهور أي مرشح رئاسي للحلبة المرتقبة يعلن الدعوة الصريحة لدعم القضية الفلسطينية و غزة بوجه خاص ،بالنسبة للمعاناة الراهنة،و يدعو بوجه خاص لمنع الإذن لأي نشاط يدعم مباشرة أو غير مباشرة الإبراهيمية،فإن هذا المرشح سيقلب الموازين الانتخابية ربما،و إن لم يحقق السبق الانتخابي فسيهز المشهد الانتخابي و السياسي،لأن كثيرا من الموريتانيين بات خائفا على نقاء دينه من هذا المد الإبراهيمي الماسوني،و بات الكثير من النخبة الموريتانية يدرك خطورة التقارب مع أنصار الإبراهيمية،الذين يتمتعون بنفوذ قوي و لم ينفوا تأثرهم بالإبراهيمية ،و هذا خطر على الدين و حضور قوي للماسونية و الصهيونية فى موريتانيا،تحفه المشاريع و المؤتمرات و الرعاية،و هذه المهزلة لن يستطيع أن يوقفها إلا صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزوانى ،حرصا على نقاء الإسلام و إبعاد المسلمين فى موريتانيا عن الشبهات و الاستهداف الماسوني الصهيوني،كما يستطيع العلامة عبد الله ولد بيه فى لحظة وعي و حزم اتخاذ قرار تاريخي بالبقاء فى وطنه و الامتناع عن متابعة القيام بمهام مهما كانت سيطرته عليها،قد تكون خدمة من غير قصد لأجندة الماسونيين و الصهاينة فى موريتانيا.
فنحن فى موريتانيا لا نعتنق إلا الإسلام و نرفض رفضا باتا الإبراهيمية ،على الطريقة الماسونية،و أعتقد أن علامتنا عبد الله ولد بي يرفض الإبراهيمية على الطريقة الصهيونية الماسونية،و مثله تماما طبعا صاحب الفخامة ،محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزوانى،و لكن الصلة الوثيقة بمنبع الإبراهيمية الماسونية و استقبال برحابة صدر تمويلات لبعض الأنشطة المتكررة،التى باتت تثير جدلا متزايدا،كل هذا قد يؤدى لمضاعفات ضارة بالأمن العقدي و الأخلاقي و الهوية الحضارية السليمة،و لابد من إجراء مراجعات و تنازلات ،قد تكون مؤلمة فى مجال العلاقات الدبلماسية،بل هذا هو الدبلماسية بعينها.
لنقول لهم ضمنيا،نعتبر و نقدر لكم استقلاليتكم و خصوصياتكم،و لنا خصوصياتنا و حرصنا على هويتنا الدينية و مواقفنا الحازمة من الكيان الصهيوني و كل مشاريعه التفكيكية و التدميرية لعقيدتنا و أخلاقنا.
لقد أدرك الصهاينة أن التطبيع المباشر مع موريتانيا فى هذه المرحلة غير ممكن،لأسباب من بينها رفض الرأي العام الموريتاني لذلك و خطورته انتخابيا على النظام القائم،و علم الماسونيون أن موريتانيا نقطة قوتها عقيدتها الإسلامية الصافية و مدى تمسك الموريتانيين بها.
فأرادوا ربما الدفع بالعقائد الفاسدة و التمويلات المريبة ،و مالا وفيرا تحت الطاولة،كما فعلوا من قبل ،فترة العشرية،و من هذه البوابة باتوا ربما يحاولون تعزيز وجودهم المباشر و غير المباشر.
و لعل المتابع للشأن الموريتاني يدرك اهتمام البعض بموريتانيا و محاولة الحصول على بوابة للوجود العسكري و محاولة بث أنشطة ثقافية ،ذات طابع ديني،قد لا يخلو من التمهيد لتوجهات أخرى.
كل هذا فى سياق إدراك أهمية الموقع الحضاري و الجغرافي و الأمني لموريتانيا،كنقطة التقاء بين شمال افريقيا و غربها،و يتعزز الاهتمام بموريتانيا فى ظل ترقب المرحلة الغازية،غير أن حرص الرئيس غزوانى على عمق موريتانيا الديني و صفاء عقيدتها الإسلامية و مصالحها و حرماتها المختلفة ،و حرصه كذلك على مصالح نظامه ،فى أفق انتخابات 22/6/2024 الرئاسية المنتظرة،بإذن الله،كل ذلك يدعوه للمزيد من الحزم و الحساب الدقيق لكل التحركات و المخططات و الخطوات.