العادات والتقاليد المشتركة تساهم في استقرار الجالية الموريتانية بالأقاليم الجنوبية للمملكة
يقدر عدد أفراد الجالية الموريتانية بالمغرب بحوالي عشرين ألف شخص وأغلبهم يستقر بالأقاليم الجنوبية للمملكة حيث يمتهن اغلبهم التجارة أو الخياطة وخاصة الزي التقليدي.
وقد انسجم هؤلاء مع الساكنة نظرا لطبيعة الموروث والتقاليد المشتركة حتى يكاد الزائر لا يفرق بينهما "منذ 12سنة وأنا بمدينة العيون اشتغل في التجارة المستقدمة من دولتي موريتانيا ولم أتعرض يوما لأي مضايقة بل عكس ذلك أجد الترحاب من الساكنة كبير وتعاملهم جيد"، يقول أحمدو ولد التاقي تاجر من موريتانيا.
ويبيع هؤلاء الزي النسائي الصحراوي المتمثل في "الملحفة" والحلي والمجوهرات النسائية والذي يعرف إقبالا مهما.
"لدي محلات في بعض المدن منها كلميم وطنطان وكذلك العيون والداخلة وتعرف رواجا مهما حيث أجلب بضاعتي من الإمارات العربية والهند ودول أخرى عن طريق موريتانيا وهي سلعة رائجة ولي زبناء كثر"، يقول حمادي ولد يرعاه تاجر موريتاني.
البضاعة أغلبها عبارة عن حقائب نسائية ونعال والساعات .
كما أن بعض الجالية استقدم معه حرفة خياطة "الدراعة" التي تلقى هي الأخرى إقبالا، نجلب الثوب من موريتانيا لنخيط أشكال من الزي الصحراوي ك "الدراعة" و"الفوقية" ولباس آخر إفريقي وهذا لديه مدخول مهم بحيث لدي محلات أخرى بشارع اسكيكيمة بالعيون وآخر بشارع تيرس بالداخلة"، يقول ابراهيم ولد اباحاج خياط موريتاني.
ويختلف ثمن الدراعة حسب الزركشة والثوب من 700 درهم إلى متفوق 5000درهم.
إلى جانب هؤلاء هناك فيئة أخرى مختصة في صنع الافرشة الخليجية وصنع الخيام وهي عريضة "نقوم بخياطة الافرشة الخليجية التي نستقدم ثوبها من الدار البيضاء ونبدع في الصناعة مما ترك لنا زبناء على طول السنة وتدر علينا لله الحمد مبالغ مهمة"، يقول عبد الودود ولد عبد الحي موريتاني صانع الأفرشة.
كما أن البعض من هؤلاء اندمج في المجتمع وتزوج من بنات الساكنة "كنت في زيارة للعيون لدراسة نجاح المشروع فإذا بي تستقر الآن اكمل 24سنة حيث تزوجت ولدي أبناء من ابنة المدينة وأعيش في طمأنينة واستقرار مادي واجتماعي"، يضيف عبد الودود.
أغلب التجار الموريتانيون بالأقاليم الجنوبية فضلوا الاستقرار بالمنطقة، ويساهمون في الرواج التجاري.
وبأخلاقهم كقول الشاعر : "والمرءُ بالأخلاقِ يسمو ذكْرهُ * وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ".
المحجوب الأنصاري - المصدر ميديا