مبعوث أممي سابق لا يستبعد اعتراف مالي بمغربية الصحراء
قال وزير الخارجية الأسبق أحمدو ولد عبد الله إنه "لا يمكن استبعاد" اعتراف مالي "بمغربية" الصحراء الغربية، مضيفا أن "الكثير من المسؤولين الماليين" الذين يعرفهم "باستثناء بعض سكان الشمال المرتبطين بالتجارة أو بقضايا إنسانية بالجزائر، يريدون حل قضية الصحراء، إن لم يكن بمغربية الصحراء، فعلى الأقل لا توجد أنشطة تدعو إلى التشكيك".
وأوضح ولد عبد الله وهو مبعوث أممي سابق في عدة دول، خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة فرنسا الدولية، أن الرئيس المالي الأسبق الراحل إبراهيم بوبكر كيتا، عبر له بعد انتخابه رئيسا عام 2013، عن "رغبته في الاعتراف بالطابع المغربي للصحراء، لكنه لا يريد، في أوقات التوتر الإساءة إلى الجزائر" معتبرا إياها "شريكا مهما جدا في الحرب ضد الإرهاب".
وحول التوتر الحالي في العلاقات بين مالي والجزائر، قال ولد عبد الله وهو رئيس المركز الاستراتيجي للأمن في الساحل والصحراء، إن "الجزائر ربما اعتقدت أنه بعد مساهمتها في المفاوضات بشأن اتفاقيات السلام الأخيرة، كان من الضروري إجراء استطلاع لدى الأطراف الرئيسية المعنية بالصراع، وجرت العادة أن تتم استشارة الحكومة الرسمية للبلاد"، مردفا: "أعتقد أن الأمر قد تم، إذا لم يكن قد حصل، فإن الماليين هم من يعرفون ذلك".
وأكد ولد عبد الله أنه رغم غضب السلطات المالية، فإن "مالي شهدت العديد من الأزمات الداخلية، وكل الاتفاقيات من تمنراست في التسعينيات [6 يناير 1991] أو قبل ذلك، تم التوصل إليها من خلال الدبلوماسية والنفوذ الجزائريين، لكن هذا لا يقصي دور المغرب".
واعتبر ولد عبد الله، أنه في عهد الجنرال موسى تراوري، الذي استمر في الرئاسة المالية من 1969 إلى 1991 "اعترفت مالي بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".
وأشار ولد عبد الله إلى الحدود المشتركة بين البلدين قائلا: "هناك هذا الوزن، ولكن من ناحية أخرى، فإن ثقل تاريخ العلاقات الإنسانية يعني أن هناك تعاطفا كبيرا مع مواقف المغرب، التي عرفها الماليون دائما من خلال القوافل التي كانت تنطلق من المغرب إلى مالي، ولا سيما غاو وتمبكتو، قبل الوجود الأوروبي والاستعمار، وتبادل الذهب والملح وطرق الحج، كل شيء كان يمر من المغرب عبر الصحراء".