مفكر مغربي: "طوفان الأقصى" فضحت "نفاق" الغرب وأعادت فلسطين للصدارة
قال المفكر وعالم الدين المغربي أحمد الريسوني، إن عملية "طوفان الأقصى" أحدثت زلزالا في الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية، وفضحت "نفاق" الكثير من الأنظمة الغربية والعربية.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع الريسوني، للوقوف على تداعيات معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة "حماس" فجر 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ردا على "اعتداءات الجيش والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
وأضاف الريسوني، وهو الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن "طوفان الأقصى هو اسم على مسمى، فهو طوفان سياسي وثقافي ونفسي، حيث حطم الكثير من الأساطير الصهيونية، والأوهام العربية".
وأكد أن "هذا الطوفان ذكّر العالم بحقيقة هذه القضية، وذكّرنا بمعاناة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي منذ ثمانية عقود، وبالحصار المطبق الخانق المفروض على قطاع غزة منذ نحو عشرين عاما".
ووفق العالم المغربي، فإن أحداث غزة "لفتت الأنظار إلى محنة آلاف من السجناء والمحتجزين الفلسطينيين، وضمنهم مئات الأطفال والنساء، فطوفان الأقصى جر الاحتلال إلى الظهور على حقيقته العنصرية الإجرامية الهمجية".
واعتبر الريسوني أن "طوفان الأقصى فضح نفاق الكثير من الأنظمة الغربية والعربية، وفضح أصحاب الدعاوى المزيفة لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية".
وتابع: "لذلك انتفضت جماهير واسعة من شعوب الغرب ومن نخبه الثقافية والسياسية والحقوقية، وهبت للتعبير عن تضامنها مع فلسطين ومع غزة".
وشهدت العديد من العواصم والمدن الأوروبية مسيرات حاشدة دعما للقضية الفلسطينية وتنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة، حيث شارك فيها طيف واسع من الأوروبيين الذين انتقدوا دعم حكومات بلادهم لإسرائيل.
** دور العلماء والأزهر
يرى الريسوني أن "العلماء صاروا يسجلون حضورا فعالا ومتزايدا في مجريات القضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن "الحضور في دعم القضية الفلسطينية يشهد قفزة نوعية، خصوصا في تعبئة عموم المسلمين لصالح القضية، وتحفيزهم على دعمها بكل السبل الممكنة".
وتابع أنه "لأول مرة منذ نصف قرن أو أكثر، نجد الأزهر الشريف في صدارة الأحداث منذ تفجرها، ونجد شيخه الدكتور أحمد الطيب، وسائر علمائه، يتخذون موقفا صريحا وجريئا في نصرة المقاومة الفلسطينية".
وأوضح الريسوني أن "علماء الأزهر يدعون الحكام إلى نصرة فلسطين، وإلى فتح باب الجهاد لتحريرها".
ودعا الأزهر الشريف في أكثر من مناسبة، "أحرار العالم" لفضح الإرهاب الذي تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مطالبا بـ"الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وضرورة دعم الشعب الفلسطيني".
** مستقبل القضية
وبخصوص مستقبل القضية الفلسطينية على ضوء نتائج طوفان الأقصى، قال الريسوني: "نستطيع استشفاف بعض الملامح التي نراها من الآن ترتسم في الأفق".
وتوقع أنه "من المحتمل أن يستمر ويتعاظم التصدع داخل الكيان الصهيوني، رسميا ومجتمعيا، بسبب نتائج طوفان الأقصى والحرب على غزة، ولأسباب أخرى عميقة ومزمنة داخل تركيبة الكيان المصطنع".
وأعرب عن اعتقاده أن "التفهم العالمي لحقيقة القضية الفلسطينية سيستمر ويزداد، وستجد إسرائيل نفسها في مأزق شديد بسبب مطالبتها دوليا بحل الدولتين، بينما القادة الصهاينة يرون أن تنفيذ حل الدولتين هو بمثابة انتحار لإسرائيل".
ورأى الريسوني أن "الصهاينة سيناورون ويحاولون ربح الوقت، ولكن وقت المناورات قد انتهى، ودقت ساعة الحقيقة، منذ السابع من أكتوبر".
** "التطبيع خيانة وخذلان"
وقال الريسوني إن التطبيع مع إسرائيل "يتحمل وزره أصحابه"، معتبرا أنه "خيانة وخذلان وانسلاخ، ولعل المطبعين ينتبهون إلى الورطة القذرة التي دخلوا فيها، وما هم بخارجين منها".
وأكمل: "المطبعون لم يعودوا قادرين حتى أن يكونوا في مستوى دول أمريكا اللاتينية، وحتى مثل إسبانيا وبلجيكا والنرويج (في إشارة إلى مواقف هذه الدول الداعمة لفلسطين)".
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2020، أصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل، خلال العام نفسه، بعد الإمارات والبحرين والسودان، برعاية أمريكية.
وتشهد العديد من المدن المغربية، بينها العاصمة الرباط، وقفات حاشدة طالب فيها المشاركون بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة وإلغاء اتفاقية التطبيع مع تل أبيب، بالإضافة إلى مظاهرات مماثلة في الأردن طالبت بإغلاق سفارة إسرائيل في عمان وطرد السفير من المملكة.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى الاثنين، 20 ألفا و674 قتيلا و54 ألفا و536 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.