الجنرال مسقارو قامة وطنية عصية على التجاهل/ عبد الفتاح ولد اعبيدن
قرأت بالأمس خبر تأكيد تقاعد مسقارو ولد سيدى ،إثر صدور قرار بذلك على يد قائد الحرس الوطني ابرور،و بالمناسبة وددت الكتابة للتاريخ ضمن سطور موجزة عن هذه القامة الوطنية السامقة،و هنا لن أخوض كثيرا فى صميم تجربته المهنية الخاصة،رغم تميزها فى جوانب كثيرة معروفة،و لكن العمل البشري عموما ،يتراوح بين الصواب و الخطأ ،و تلك سنة الله فى خلقه،و قد تعرفت على الرجل عن قرب،و لفت انتباهي مدى خلقه و ابتسام محياه فى وجه محدثه و تواضعه العميق الراسخ فى طبعه الذاتي و شدة كرمه،و هو رجل يقدر الإعلاميين و يدرك بوعي مدى أهمية هذه المهنة،و هو عارف بقضايا السياسة و الشأن العام ،و يتحدث فيها بحذر و إلمام،و يعرف الكثير عن طبيعة المجتمع الموريتاني و صيغ التعامل المناسب مع مختلف عقلياته.
و قد خدم قطاع الحرس و أسس قطاع أمن الطرق و حل أخيرا فى قطاع الأمن ،فأحسن العمل فى هذه السنوات الثلاث فى الإدارة العامة للأمن الوطني،بدأب و مثابرة و تفان منقطع النظير،و هو رجل،ما شاء الله،نشط و ملتزم بمواعيد العمل و مواعيده مع من يستقبلهم،و قد ظلت الإدارة العامة للأمن فى عهده فى قمة نشاطها الأمني،بحصافة و دهاء،و يكره الإضرار بالناس و يحرص على منفعتهم و التوصل للمخارج معهم،ما استطاع لذلك سبيلا،ذلك ملخص معرفتي بالقائد ،مسقارو ولد سيدى ولد إغويزى.
و على الصعيد الأسري و الجهوي عرف مسقارو بوصفه فى الفترة الأخيرة من أشهر أبناء مجموعته و ولايته،و أنفعه لهم و الأكثر احتكاكا بمختلف مكونات المشهد الاجتماعي فى الحوض الغربي ،و لا يستبعد أن يلعب دورا انتخابيا متميزا،لما يتمع به من شعبية متماسكة و مؤثرة.
و يرتبط الفريق مسقارو بعلاقة وثيقة مع الرئيس الحالي ،محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزوانى و مع مختلف رموز المؤسسة العسكرية ،و علاقاته واسعة مع السياسيين و الإعلاميين،و بحكم حسن علاقاته مع الناس يتمنى له الجميع حظا أسعد حتى بعد تقاعده،و الله ولي التوفيق.
و سأبقى ،بإذن الله،وفيا لعلاقتي الطيبة مع هذا الأخ الغالى و الفاعل الوطني المتميز.