برنامج الوزراء الأسبوعي و معاناة المواطن/ أبو محمد
يوم الإثنين بداية الأسبوع خاص بالملفات الرسمية،يوم الثلثاء لقاء بعض موظفى الوزارة،يوم الأربعاء اجتماع مجلس الوزراء،يوم الخميس اللجان الوزارية و استقبال الزائرين الأجانب،يوم الجمعة الدوام ضيق و الاستعداد لصلاة الجمعة،يوم السبت و الأحد عطلة.
المواطن باي باي.
الهاتف خاص بخواص الخواص.
توصيات السيد الرئيس بتقريب الإدارة من المواطن،هل هي للاستهلاك فحسب؟!.
حتى أي مسؤول مخضرم أو مسؤول فى قطاع حكومي ذى بال ،قد يغرقك بسهولة فى هذه الدوامة.
أما عندما يرزقك الرحمان بدخول قاعات استقبال الوزراء النافذين ،فهي على وجه الواقع و الحقيقة خاصة بأقاربهم و سماسرتهم،و ليس لديهم وقتا لضيعونه فى المواطنين الآخرين،رغم استعجال حالات بعضهم.
المستشفيات مليئة بضحايا الحوادث و السرطانات و الحمى و الكبد و الكلى ،و المياه الملوثة المنتشرة سبب بعض ذلك و انتشار المواد الاستهلاكية المنتهية الصلاحية و الأدوية السيئة الإعداد و الطرق المنقوصة المقاس و السيئة التشييد!.
و الطرقات مليئة بالمتسولين ،و على الهاتف تلقى مختلف صنوف المحتاجين!.
المواطن يتأوه و صاحب الفخامة يعظهم و يدعوهم لتقريب المواطن من الإدارة،لكن المسؤولين مشغولين بمخططاتهم الخاصة،و عندما تحل المناسبات الانتخابية يتبارون فى التحايل على الرأي العام ،الداخلي و الخارجي،عسى أن تستمر الدوامة.
قبل أسابيع قليلة دخل أحد مشاهير أساتذة الرياضيات المستشفى الخاص بالفيروسات ،نظرا لمرض كبده،و كتبت مناشدة للفت الانتباه لوضعيته الصعبة صحيا،لكن ذلك لم يحصل ،و استمر مرضه لأقل من شهر ،و توفي رحمه الله.
و فى المستشفيات مئات ممن يعانى من أمراض الكلى و يحتاج للتصفية،و حدث عن من سواهم من مختلف الأمراض و سوء التغذية و الفقر المدقع!.
إن مسؤولينا بحاجة ماسة و استعجالية لاستشعار خطورة الأمانة و جسامة المسؤولية!.
موريتانيا واقعها مؤلم و ينذر بالخطر ،إن لم يبادر مسؤولوها للوقوف عند واجباتهم و تنفيذ توصيات صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى بضرورة تقريب الإدارة من المواطن و جعلها خدمة للصالح العام و ليس تحويل الخدمة العمومية لمجرد شعار و خدمة خصوصية محضة.
فالأبواب مغلقة موصدة أمام أصحابها الحقيقيين،من المواطنين المستحقين المحتاجين.
الرئيس يخطب و يوجه و الدولة توفر المقدرات لكن الأولوية للمقربين زلفى من خواص الخواص فحسب،فمتى تصبح خدمة المرفق العمومي نوعية و موجهة لمن يستحقها بالدرجة الأولى.
أم أن العلاج صعب معقد و قد يحتاج إلى أساليب جذرية لاستئصال هذا التلاعب الواسع المقزز؟!.