نصف مليار أوقية من أجل إقامة سهرات فنية ومع استمرار معاناة غزة
لولا المكونة التنموية المستقلة عن هذا المبلغ لكانت هذه النسخ التراثية مجرد تبذير على بعض الفاشلين ،ممن يعتبرون أنفسهم شعراء و فنانين.
فالمال العام ينبغى أن لا يبذر ميمنة و ميسرة فى السهرات الفنية،الضعيفة السبك و الأداء،و لكن البعض يحرص على هذه المناسبات من أجل الصرف الفوضوي،و باتت فى السنوات الماضية فرصة لمن يتولى إيجار السيارات و الإصدارات و المطويات،و قد جرب عمليا أن هذه المدن القديمة،لا تستفيد إلا من المكونة التنموية،التى استحدثها صاحب الفخامة ،محمد ولد الشيخ الغزوانى،و قد أصر معالى الوزير الحالي للثقافة،أحمد ولد سيد احمد ولد اج على أن يكون مهرجان ولاته الجارى فرصة لصنع محتوى ثقافي إيجابي،قابل للتسويق باستمرار،كنتيجة متحصل عليها محددة و متجددة،من كل هذا الجهد من الوقت و المال،عسى أن لا يقتصر النشاط فى أغلبه على سهرات ،قد لا تتماشى مع أجواء معاناة إخوتنا فى غزة المنكوبة.
و قد بدأت مصادر مطلعة جدا تقول بأن مستوى تحضير هذا المهرجان كان دون الأفق المنشود،و رغم إنفاق أموال طائلة ،قد تتجاوز المبلغ المروج له.
و بعبارة تستحق الاهتمام ،الجهات العليا اطلعت على نقص حاد فى تنظيم المهرجان الجارى،مما يستحق ضرورة تعميق الجهد لتمام نجاح المهرجان،و لعل الوزير حرص على نجاح هذا المهرجان بولاته إلا أن التنظيم مازال ناقصا و يعرقل غاية النجاح لهذا المهرجان،الذى بذلت فيه مقدرات مالية كبيرة.
و رغم أنى لست ممن يطالب بإلغاء مثل هذه الكرنفالات ،إلا أننى أدعو إلى ترشيد المال المنفق عليها و تغليب الجد على الهزل.
بقلم: أبو محمد