مهرجان ولاته ما بين فواجع غزة وهيمنة الطابع الفلكلوري

تصر الدولة الموريتانية فى ظل قيادة الرئيس غزوانى على التضامن مع مآسى الغزاويين  و ما يعانونه من تقتيل و تدمير،و تردد فى البداية احتمال إلغاء أو تأجيل مهرجان ولاته(النسخة 12 من مدائن التراث)غير أن التوجه استقر على عقده ،رغم ظروف غزة ،و رغم الدعوات المتكررة لتطوير أسلوب هذا المهرجان،و قد تسرب من كواليس الوزارة ،حرص الوزير الحالي،أحمد ولد سيد أحمد ولد اج على صناعة محتوى باق من خلال عقد هذا المهرجان الحالي،محتوى ذى طابع ثقافي ،قابل للتسويق و النفع الخاص لولاته و الوطن عموما،حيث تعودت طواقم المهرجانات التراثية السابقة على إعلاء الفلكلور و الجانب الفني على الجوانب الأخرى،مع أن هذه المهرجانات تنفق عليها مبالغ طائلة و أوقات كثيرة ،و ينبغى أن تكون متوازنة و نافعة و ملتزمة حرفيا و نوعيا بالطابع الإسلامي لهذه المدن العتيقة ،التى تقام فيها،و التى هي قلاع الوطن بمختلف مشاربه،التى رفعت راياته الثقافية و الجهادية و الحضارية،و الدولة حتى فى ظل الرئيس الحالي ،محمد ولد الشيخ الغزوانى ،طالما وصلتها وجهات نظر مفادها أن هذه المهرجانات كثيرا ما تنعقد لمجرد التسجيل و الصرف،دونما إيجابيات ملموسة مستمرة،لولا استحداث الدولة للجانب التنموي فى هذه المهرجانات و النسخ الأخيرة من مدائن التراث هذه،استحضارا لمحاولة التغلب على نواقص هذه المدن التاريخية فى أهم احتياجات ساكنتها و ضرورة العمل على التخفيف من معاناتهم.
و فى هذه المناسبة سيحضر المئات من الفنانين و أشخاص المجتمع المدني،رغم تغييب وجوه فاعلة فى القطاع ،كان يمكن أن تساهم فى تحقيق نجاح المهرجان و تحقيق كذلك أمل الوزير الحالي فى صنع محتوى باق ،يميز هذه النسخة،و يعوض ما سينفق من جهد مادي و وقت ثمين،دون أن يحضر فى الغالب الأعم إلا الفلكلور و ضجيج أغان و أشعار تحتاج لرفع مستوى السبك و الأداء.

و رغم هذه السيمفونية و باستمرار، من الإتفاق دون مبرر مقنع ،و رغم عدم ملائمة التوقيت،بسبب استمرار معاناة غزة و امتناع الدولة الموريتانية عن الترخيص للاحتفالات و المناسبات الصاخبة ،إلا أن المهرجان سينعقد ما بين 8-12-دجنمبر 2023 و نرجو له النجاح و التميز.

 

بقلم أبو محمد

5 December 2023