هروب بازوم مناورة أم مؤامرة؟

شاهد سكان نيامي، صباح يوم الخميس 19 أكتوبر مدرعات الحرس الرئاسي تحاصر منزلا بحي شنغري، وفي ساعات متأخرة من الليل ألقى المتحدث باسم المجلس العسكري بيانا يوضح فيه ما حدث بأنه إحباط عملية هروب للرئيس المعزول محمد بازوم المطاح به منذ 26 يوليو الماضي.

 

أوضح المتحدث بأن الرئيس المعزول كان على أهبة الاستعداد للفرار مع أفراد أسرته، وحارسيه وطباخيه؛ عبر مروحية خاصة توفرها قوة أجنبية.

 

تضاربت الأنباء: هل خرج بازوم من القصر الرئاسي إلى الحي الشعبي بنيامي أم تم إجهاض العملية قبل خروجه.

 

في صباح اليوم التالي 20 أكتوبر نفى فريق دفاع الرئيس المعزول نبأ محاولة الهروب، مطالبين بالإفراج عن الرئيس، كما عبر الرئيس الفرنسي عن قلقه لوضع بازوم مطالبا بالإفراج عنه فورا.

 

كما استبعد الرقيب المتقاعد من الحرس الرئاسي أمينو دن جلجو حدوث عملية كهذه دون التواطؤ مع الحرس الرئاسي نفسه.

 

تضارب الرؤى والمعطيات حول الحادثة وسببه:

- نظرية المناورة: يرى مناصرو بازوم أن هذه حادثة ملفقة من سلطات الأمر الواقع، والمقصد منها مزيد من التعدي على حقوقه الأساسية، وعزله عن العالم الخارجي؛ كما صرح بذلك فريق دفاعه في بيانهم الصحفي.

- نظرية المؤامرة: يرى البعض أن هذه العملية حرب استخباراتية على المجلس العسكري؛ وهناك بث لمعلومات مغلوطة حول محاولة بازوم للهروب أو تخطيط لتحريره؛ لإيقاع المجلس العسكري في شباك الشك والريبة فيما بينهم؛ لكي يحدث مزيد من الاعتقالات والانشقاقات في الصف الداخلي للمجلس.

 

وبالنظر إلى المعطيات الواقعية من ناحية أقارب بازوم ومعارفه الذين يدركون حقيقة طبعه، ونظرا للواقع الأمني بمحيط القصر الرئاسي؛ ولأن بازوم يمثل حزبا حكم الدولة أكثر من 12 عاما، وله شركاء محليون ودوليون، لا يهمهم شخص بازوم بقدر ما تعنيهم عودة النظام المتحالف بأي وجه كان؛ يتضح ما يلي:

- منطقيا من الصعب محاولة هروب بازوم؛ التي تعني الانتحار غالبا؛ وليس من طبعه الخوف والهرب.

- يستحيل أن يفبرك المجلس العسكري قضية كهذه ويرعب المدنيين ويشكك في بعض رفاقه بالحرس الرئاسي من أجل الضغط على بازوم فقط.

 

وبهذه المعطيات أرجح نظرية المؤامرة ضد المجلس العسكري بمعلومات مغلوطة؛ وربما حادثة اعتقال السيد عبد الرحمن حمي الذي اعتقله المجلس العسكري ضمن المتهمين بشنغري تظهر لهم حقيقة ما حدث؛ فالسيد عبد الرحمن مستشار بازوم الإعلامي منذ كان بالخارجية؛ ولما تولى الرئاسة ضمه إلى خلية استخبارات رئاسة الجمهورية.

 

على كل.. مثل هذه الأحداث تحير الرجل الخبير اللبيب لأنها تحتاج الحسم السريع مع التدبير الحكيم؛ وهما أمران يصعب جمعهما في آن واحد؛ فلذلك لا بد من ترجيح كفة أحدهما على آخر غالبا.

 

حفظ الله النيجر وشعبها النبيل وقادتها الأكفاء الأوفياء.

 

عمر مختار الأنصاري - نيامي - النيجر

 

 

21 October 2023