ذكرى عطرة مباركة/ عبد الفتاح ولد اعبيدن

مولد رسول الله،محمد بن عبد الله بن عبد المطلب،عليه الصلاة و السلام،كانت له إرهاصات،اهتز لها إيوان كسرى و أضاءت قصور بصرى بالشام ،و ستظل هذه الذكرى ،ذكرى مولده فى عام الفيل 571 ميلادية،يوم الإثنين 12 ربيع الأول،عبقة مباركة تاريخية،تذكر بانبعاث النور و قدوم المنقذ على الثقلين،إنسا و جنا،و الحمد لله على نعمة مولده ،صلى الله عليه و سلم،و الحمد لله على نعمة الإسلام.

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح :

فَلَمَّا وَلَدَتْ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهُ الْبَيْت وَالدَّار . وَشَاهِده حَدِيث الْعِرْبَاض بْن سَارِيَة قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : ( إِنِّي عَبْد اللَّه وَخَاتَم النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَم لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَته , وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ : إِنِّي دَعْوَة أَبِي إِبْرَاهِيم , وَبِشَارَة عِيسَى بِي , وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ , وَكَذَلِكَ أُمَّهَات النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ , وَإِنَّ أُمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِين وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُور الشَّام ) أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةُ عِنْد أَحْمَد نَحْوه اهـ

لقد كان مولده ،صلى الله عليه و سلم ،حدثا عظيما حصلت فيه علامات التحول و الحركة المبشرة فى تلك الفترة،و من أصحاب السير من يقول عند حمله ،و منهم من يقول عند مولده،صلى الله عليه و سلم.

و قد دأبنا منذ الصغر فى مدينة أطار ،فى الشمال الموريتاني،نحتفل بذكرى تسميته ،صلى الله عليه و سلم،بدل المولد عند مناطق أخرى ،من بلادنا العزيزة،و مع دخول شهر ربيع الأول تبدأقراءة بعض كتب السيرة النبوية ،مثل كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى ،للقاضى عياض(أبو الفضل)رحمه الله تعالى،و التغنى و المديح بقصيدة البردة للإمام البوصيرى ،رحمه الله تعالى ،إلى أن يحل موعد المولد النبوي الشريف.

و قد استمر السماع لكتاب الشفا للقاضى عياض فى جوامع وادان و تيشيت و أطار و غيرها من القلاع ،تقليدا طيبا لمراجعة سيرة المصطفى ،عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم فى شهر المولد،ربيع الأول.

و بالنسبة للأمة الإسلامية ستظل تحتفل بذكرى مولده ،صلى الله عليه و سلم،و خصوصا فى موريتانيا،و ما سوى ذلك من جدل قد لا يجد نهائيا آذانا صاغية.

و الاحتفاء بهذه الذكرى العبقة العطرة المباركة فرصة لمراجعة سيرته ،صلى الله عليه و سلم ،و تعضيد و تعميق مكانته و محبته فى القلوب.