من أجل تكريس سياسة تقريب الإدارة
من أجل تكريس سياسة تقريب الإدارة/لا علم لي بمسؤولين عموميين فى موريتانيا لا يتعبون ماشاء الله من الانفتاح على الناس و خدمتهم سوى ثلاثة ،مسقارو و محمد ولد مكت و محمد الشيخ ولد سيد محمد.
و قد لا يعنى هذا إطلاقا عدم خدمة المسؤولين العموميين الآخرين للمواطنين،لكن السياق هنا سياق تنويه و اعتراف و تنبيه للذين ربما يتصورون أن المكتب العمومي ملك شخصي،و ربما يسبب البعض لصاحب الفخامة حرجا .
فهو يدعو لسياسة الباب المفتوح و تقريب الإدارة من المواطن،و مع ذلك يعزف مسؤولون آخرون عن التواصل السلس مع الناس.
و إن وجد البعض فى نفسه حرجا مما كتبت ،فهذا محصلة تجربة شخصية لها ما يثبتها و فيه تذكير ضمني بدعوات الرئيس المستمرة لسياسة الانفتاح على المواطن و ضرورة تقريب الإدارة من المواطن ،و لعل الأسلوب هنا واضح من حيث تشجيع هؤلاء الثلاثة المذكورين ،الذين حرصوا طيلة سيرتهم المهنية على التواصل مع الناس و خدمتهم ،بانفتاح و روح أخوية ،من خلال مواقعهم الوظيفية،و لذلك طارت سمعتهم الحسنة بين الناس،و هذا لا يعنى أن تجربتهم البشرية ليس فيها جوانب أخرى تستحق الانتقاد،لكن الجنرال مسقارو و الجنرال محمد ولد مكت و الإداري و الكاتب الصحفي ،محمد الشيخ ولد سيد محمد ،حرصوا على الخدمة و الانفتاح،و لذلك يشهد لهم الكثيرون بالانفتاح و الخدمة،فليسر بعض المسؤولين العموميين المنكمشين على منوالهم،و لنعلم أن الإدارة ملكا عموميا و ليست مسألة شخصية،و لنلاحظ استمرار تفتيش الرئيس غزوانى عن المقصرين من المسؤولين و المبادرة لإبعادهم عن مواقع الصدارة و المسؤولية.
و هذا المكتوب لا يعنى نفي خدمة المسؤولين الآخرين للمواطنين،لكن التثاقل و التردد و الانقطاع و بناء "السدود البيروقراطية "فى وجوه المترددين،لا يمثل الأسلوب الأمثل،لذلك لزم التنويه ببعض المتميزين،و لو بأسلوب لافت،لأن من ابتغى فائدة الإعلام ،لزمه التصريح أحيانا.
و إذا كانت مصالح الناس مرتبطة بعدد قليل من المسؤولين النافذين و بعضهم يفضل الانغلاق،فكيف تتنزل سياسة الرئيس غزوانى و برنامج تعهداتي على أرض الواقع،من دون مسؤولين منفتحين و متفهمين لطبيعة المسؤولية العمومية.
إن مصالح الدولة و النظام بحاجة ماسة لانفتاح المسؤولين و تكريس سياسة تقريب الإدارة من المواطن/كتبه عبد الفتاح ولد اعبيدن.
كتبه عبد الفتاح ولد اعبيدن.