اترارزة: استياء شعبي من مساعي رجال أعمال لانتزاع أراضي سكنية شاسعة
تشهد عدة قرى تابعة لمقاطعتي روصو والمذرذرة حالة من الاحتقان بسبب مساعي رجال أعمال انتزاع أراضي قريبة من مناطق سكنهم وتحويلها إلى أراضي زراعية.
وقال مصدر تحدث لـ "وكالة أنباء لكوارب" إن رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، حصل على ترخيص إداري لامتلاك أراضي شاسعة بحجة أنه سيقوم بتحويلها إلى مزارع.
واستغربت المصدر أن يتم الترخيص لرجل أعمال في امتلاك مناطق سكنية معروفة، ولن يقبل سكانها مهما كلفهم ذلك هذه التصرفات، معتبرا أنها ليست سوى تصرفات تكشف جانبا من النفوذ والتحكم الذي بات يميز بعض رجال أعمال المرحلة.
وأشار إلى أن هذه العملية ستتضرر منها عدة قرى، وهي:
- قرية بته البيظان
- قرية بته افلان
- قرية التزاية
- قرية امبارك جو البيظان
- قرية امبارك جو افلان
- قرية لورين
- قرية احسي ادكودي
- قرية ابداه
- قرية الهيكل
- قرية لكدم
- قرية انكك
من جهة أخرى أكد ذات المصدر أن نفس الجهات قامت بمنح مناطق سكنية لمجموعة أهل أنويكظ، وستتضرر منها بالخصوص قرية "غفر".
ولم يستبعد المصدر أن يكون رجال الأعمال المذكورين قد حصلوا على هذه التسهيلات بتمالئ من طرف عدة جهات في ولاية اترارزة، مشيرا إلى أن مصلحة المواطنين وتقريب الإدارة إليهم يتنافى تماما مع مثل هذه التصرفات.
واعتبرت المصدر أن هذا المنح غير مبرر، وليس سوى عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، خصوصا أن منح أراضي زراعية لرجال أعمال موريتانيين تجربة غير مشجعة، ولم يكتب لها النجاح في الماضي، متسائلا كيف يمكن أن تنجح التجربة الآن، والأراضي التي منحت ليست مخصصة أصلا للزراعة، وتضم بعض المقابر العتيقة.
وأوضح أن إثارة هذه المسألة في هذا الوقت بالذات يعتبر محاولة للتغطية على فشل المشاريع التي قدم رجال الأعمال في لقاء قبل حوالي سنة مع رئيس الجمهورية، والتي تبيّن أنها ليست سوى سراب بقيعة، مضيفا "في هذا الوقت الذي يستفسر رئيس الجمهورية عن أسباب تأخر المشاريع تحرك بعض رجال الأعمال لمغالطته وإظهار جديتهم في وعود لم تتجسد على أرض الواقع رغم مرور أكثر من سنة".
وذكر المصدر بقضية "مشروع الراجحي"، قائلا إنه كان سيكون أكثر ايجابية، وأكثر مردودية، لكن عشرات القرى في لبراكنة واترارزة، رفضت بشكل قاطع ذلك المشروع لأنه يستولي على مناطق سكنية، وتظاهرت ضده، حتى اضطرت السلطات إلى التراجع عنه.