نعم للاستقرار لا للانقلابات/ عبد الفتاح ولد اعبيدن

كلما حدث انقلاب فى إحدى الدول الافريقية ،على غرار ما حدث مؤخرا فى النيجر و الغابون،يحاول البعض التكهن بانقلابات أخرى فى شبه المنطقة،مع الحديث عن تراجع فرنسا و تزايد وجود فاغنر الروسية،و كأننا مجبرين على الاختيار بين فرنسا و روسيا،و الحقيقة أن الوضع فى دول أخرى افريقية فى شمال افريقيا و غيرها، مختلف.

و أما عندنا محليا ،فالنخبة المدنية و العسكرية لا ترغب مطلقا فى الانقلابات،و الانقلابات تشهد عدا تنازليا،فطيلة حكم معاوية لم نشهد أي انقلاب فعلي،سوى انقلاب حارس القصر،الذى أطاح بالرئيس معاوية سنة 2005،و منذ 2008 لم تشهد موريتانيا أي انقلاب ،و كلنا داخل صفوف المدنيين و العسكريين على السواء،نعى خطورة آثار الانقلابات،و مدى تأثيرها السلبي العميق على كافة الصعد.

و نحن اليوم فى ظل حكم رئيس منتخب،بغض النظر عن المبالغين فى نواقص تجربته فى الحكم أو إيجابياتها و منجزاتها.

و كل المؤشرات الأمنية بوجه خاص،على الصعيد المحلي تدل بقوة على استبعاد حدوث أي انقلاب فى موريتانيا،رغم أهمية تعزيز المكاسب التنموية و كبح جماح هجرة الشباب،عبر استحداث المزيد من فرص العمل مع مكافحة الفساد و تحسين أساليب تسيير الشأن العمومي و المال العمومي،على وجه الخصوص.

من حقنا جميعا التقييم الموضوعي للواقع القائم،لكن ليس من مصلحتنا التحريض على ما نتمتع به من استقرار سياسي،هو فى غاية الأهمية لو قارنا حالتنا بغيرنا ممن تردى فى مهاوي الصراعات العقيمة و التمزق.

 

5 September 2023