بعد انتخابات 13 مايو.. ما الذي يجري في روصو؟

ما إن ظهرت نتائج انتخابات 13 مايو الماضي، والتي أعلن فيها عن فوز كافة مرشحي حزب "الإنصاف" الحاكم على مستوى مقاطعة روصو، حتى بدأت الأزمات تتوالى على سكان المدينة الحدودية، والتي هي عاصمة أكبر ولاية من الناحية الانتخابية، تمكن الحزب من الفوز بكافة مناصبها الانتخابية..

 

انقطعت الكهرباء بشكل كامل عن المدينة لعدة أيام، وحين عادت لم تستطع تغطية كافة الأحياء، حيث يتم في الوقت الحالي "العدل فقط" في قطعها بشكل دوري عن تلك الأحياء، قبل أن تلزم إدارة الشركة مصانع تقشير الأرز في مدينة زراعية يحلو للبعض بتسميتها "مدينة الأرز والجمال"، بوقف كافة أنشطتها حتى إشعار آخر.

 

 

ثم جاء موسم "المدينة العطشى" فانقطع الماء عن كل أحياء المدينة، واستمر ذلك الانقطاع في سابقة من نوعها لأكثر من أسبوع، كما يقع الآن في حي "الثانوية" و"انجربل"، ثم انتشرت خارطة العطش لتصل قرى الكلم6، والكلم7، والكلم10، والكلم13.

 

وكانت التهاطلات المطرية المحدودة كافية لتغرق كافة الوعود والأحلام في الوحل..

 

أمر محير جدا، فمن يعاقب سكان المدينة؟، خصوصا أن سكانها ناموا مساء 13 مايو الماضي، وهم يحلمون بمدينة من نوع آخر.. شوارع معبدة جميلة، على جنباتها النخيل والأضواء، وفي ملتقيات طرقها إشارات المرور، وتتمتع بصرف صحي رائع يحميها من "الغرق" الذي تتعرض له الآن.

 

يحدث كل ذلك والشخصيات التي جاءت بها انتخابات 13 مايو غائبة تماما عن المشهد، تلوذ بالصمت الذي يمنعها من كلمة تضامن ولو مختصرة مع سكان المدينة، بعضهم لم يزر مدينة روصو منذ ظهور نتائج الانتخابات، وبعضهم اكتفى بوجود كرنفالي لا يقدم شيئا للمدينة المنكوبة..

 

أمر محير جدا.. لدرجة أن البعض فسره برسالة مبطنة الهدف منها هزيمة رئيس الجمهورية، المرشح المحتمل في انتخابات 2024 الرئاسية..

 

ويرى أصحاب هذا الطرح أن سكان المدينة الذين يعاقبون بعد انتخابات صوتوا فيها للحزب الذي ينتمي له الرئيس، لا يراد منهم أكثر من "التصويت العقابي" أو "التصويت الاحتجاجي" في أول انتخابات مقبلة، والتي ليست سوى الانتخابات الرئاسية.

 

إن السكان مجمعون على أن مقاطعة روصو اليوم تعيش أصعب وضعية منذ تأسيسها، بحيث بات المواطن يريد فقط العودة إلى وضعية المدينة قبل سنة..

 

لقد سادت المحسوبية والانتقائية في مختلف قضايا المدينة، وباتت سيطرة "المهرجين" على الفضاء العام واقعا لا مناص منه، لحاجة "العاجزين" و"الفاشلين" لمن "يزيد الريح" كلما شعروا بالفشل والضعف.

 

إنها وضعية مخيفة جدا، وتمهد لهزيمة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في انتخابات 2024، كما هزم في انتخابات 2019.. خصوصا أننا أمام حالة مشابهة، فنفس المرشحين تقريبا عن "حزب الحاكم" فازوا في انتخابات 2018، أي سنة واحدة قبل "هزيمة الرئيس" المشهودة في انتخابات 2019 الرئاسية ببلدية روصو..

 

فهل يعيد التاريخ نفسه؟، أم أن السلطات العليا في البلد ستهب لإفشال "المؤامرة الثانية من نوعها"؟

وكالة أنباء لكوارب

 

2 August 2023