النيجر: عسكريون يعلنون عزل الرئيس وإدانات دولية واسعة بسبب احتجازه
أعلنت مجموعة من العسكريين في النيجر -عبر التلفزيون الوطني- عزل الرئيس محمد بازوم وإغلاق الحدود وفرض حظر التجوال ابتداء من هذه الليلة، في وقت توالت الإدانات الدولية تنديدا باحتجازه.
وكانت مصادر قد قالت للجزيرة إن مجموعة عسكرية من القوات الخاصة المتمركزين في منطقة تيلابيري (غربي النيجر) وصلت العاصمة نيامي.
وأشارت هذه المصادر إلى أن قوات عسكرية تقف أمام مبنى التلفزيون الحكومي، وتتمركز سيارات عسكرية عدة بأسلحة متوسطة في الشارع الرئيسي.
وكان جنود من الحرس الرئاسي بالنيجر قد احتجزوا بازوم داخل القصر. وقالت الرئاسة إن الجيش جاهز لمهاجمة عناصر الحرس الرئاسي إن لم يتراجعوا.
وكان مئات من مواطني النيجر قد شاركوا في مظاهرات مؤيدة لرئيس البلاد المحتجز داخل القصر الرئاسي.
وطالب المتظاهرون -الذين تجمعوا أمام القصر الرئاسي وسط العاصمة- بالإفراج الفوري عن بازوم. ورد الحرس الرئاسي بإطلاق الرصاص في الهواء بعد محاولة عدد من المتظاهرين الاقتراب من أسوار القصر.
وفي تصريحات للجزيرة، قال محمد سيدي حبيب الله، عضو وحدة الاتصال الإعلامية في رئاسة النيجر، إن الجيش قد يتدخل في الساعات المقبلة لحسم الأوضاع في العاصمة.
وبينما لم يتضح سبب سلوك الحرس الرئاسي، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من بازوم -تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- أن ما وقع "تعبير عن الاستياء من جانب الحرس الرئاسي، لكن المحادثات جارية مع الرئيس". وأضاف "الرئيس بخير وبصحة جيدة، ومع عائلته في المقر".
ونقلت وكالة الأناضول عن رئاسة النيجر أن قائد الحرس الرئاسي الجنرال عمر تشياني -الذي يتولى منصبه منذ 10 سنوات- يقف وراء احتجاز الرئيس.
وتأتي هذه المستجدات تزامنا مع حديث عن اعتزام بازوم مؤخرا إقالة تشياني من منصبه.
قلق أفريقي
وتعليقا على ما يجري في نيامي، قال رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو إن قادة مجموعة إيكواس لن يقبلوا أي حركة تعيق شرعية السلطة وعملها في أي جزء من غرب أفريقيا.
وأكد تينوبو، وهو أيضا رئيس هيئة رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) أنه يتشاور مع قادة غرب أفريقيا بشأن النيجر، وقال "سنحمي ديمقراطيتنا التي عملنا بجهد لاستحقاقها".
في الأثناء، توجه رئيس بنين، باتريس تالون، إلى النيجر للقيام بوساطة، وفق ما أعلن الرئيس النيجيري الذي قال إثر لقائه تالون في أبوجا "سيغادر إلى هناك الآن، إنه في طريقه" إلى النيجر.
كما أدانت "إيكواس" بأشد العبارات محاولة الانقلاب في النيجر، وقالت في بيان "ندعو المتآمرين وراء الانقلاب إلى إطلاق سراح الرئيس المنتخب ديمقراطيا بشكل فوري ودون شروط".
وحمّلت المجموعة "الضالعين" في محاولة الانقلاب "المسؤولية عن سلامة الرئيس وأسرته وأعضاء الحكومة".