بالصور.. مياه الأمطار تعزل أحياء روصو، وتكشف رداءة أشغال "قنوات الصرف"
شهدت مدينة روصو خلال الـ 24 ساعة الماضية تهاطل كميات معتبرة من الأمطار، قدرتها مصالح وزارة الداخلية بأكثر من 25 مم، وذلك بعد حوالي ثلاثة أيام من تهاطلات مطرية تجاوزت 65 مم، وهو ما يعني تسجيل حوالي 100 مم في أسبوع واحد.
وتنذر الوضعية الحالية بـ "نكبة" جديدة تعود عليها سكان المدينة في موسم الأمطار، رغم الوعود والتطمينات الرسمية المتكررة، ورغم افتتاح مكتب للصرف الصحي، تقول الجهات الرسمية إنها وفرت له الكثير من الوسائل للقيام بمهامه.
ويتوقع عدد من المتابعين أن تدخل مدينة روصو وضعية صعبة مع توقع هطول المزيد من الأمطار.
أحياء محاصرة..
وقد أظهرت صور التقطت صباح اليوم الثلاثاء أن الأمطار أدت إلى حصار عدد من أحياء المدينة، خصوصا في "الصطاره" و"الهلال" و"دملدك" و"انجربل".
وتم إغلاق كافة الطرق المؤدية لبعض المنازل، في حين يبذل سكان منازل أخرى جهودا مضنية لأخذ حاجياتها من المتاجر المجاورة.
وقامت عدة أحياء باستخدام وسائل بدائية لفتح الطرق بينها مع المحلات التجارية الصغيرة المجاورة من أجل تأمين الحد الأدنى من مستلزماتها اليومية.
وقد أدت هذه الوضعية إلى انتشار كبير للبعوض، وسط مخاوف من ظهور بعض الأمراض الموسمية، خصوصا في ظل المستنقعات والبرك الآسنة، والتي تنبعث من روائح كريهة.
أين مكتب الصرف الصحي؟
وتطرح وضعية مدينة روصو أكثر من سؤال حول دور مكتب الصرف الصحي في المدينة، والذي أظهر عجزه التام عن صرف مياه الأمطار التي تهاطلت الخميس الماضي، قبل أن تزيد الأمور تعقيدا.
وقالت مصادر "وكالة أنباء لكوارب" إن عدة مضخات تابعة للمكتب تعطلت منذ فترة دون أن يتم اصلاحها أو صيانتها، بينما أغرقت مياه الأمطار عدد من "الأنابيب" التي تمت بعثرتها من طرف عمال المكتب بشكل فوضوي في بعض الطرق والأحياء السكنية.
ويقول أحد سكان المدينة، إن "الوضع كارثي"، وأن إدارة المكتب في روصو اكتفت ببعض "المهرجين" للترويج لإنجازات غير مشاهدة على أرض الواقع.
واستغرب عدد من المتابعين تصريحات وزير المياه والصرف الصحي أسماعيل ولد عبد الفتاح لمدينة روصو، والتي قال فيها إن المكتب لديه 6 صهاريج، لكن اثنين منها تحت الصيانة في نواكشوط، مضيفا "إلا أن السلطات الإدارية والمنتخبين أبلغوني أن 4 تكفي في ظل تأهيل شبكة الصرف الصحي الذي تم القيام بها مؤخرا".
ويثير هذا التصريح الكثير من علامات الاستفهام، في ظل عجز مكتب الصرف الصحي، ووجود عشرات الطرق والأحياء التي تغمرها مياه الأمطار بشكل كامل منذ عدة أيام.