دول عربية وأجنبية تجلي رعاياها ودبلوماسييها من السودان
إثر تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني و قوات "الدعم السريع" في العاصمة الخرطوم، رغم هدنة إنسانية معلنة بين الطرفين، سارعت عدد من الحكومات العربية والأجنبية لإجلاء موظفيها الدبلوماسيين ورعاياها في البلد الإفريقي الذي تتواصل فيه الأعمال القتالية لليوم التاسع على التوالي.
وفي وقت سابق اليوم، اتهم الجيش السوداني قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية بارتكاب عدة "اعتداءات" على بعثات دبلوماسية أجنبية أثناء القيام بعمليات إجلاء من العاصمة الخرطوم.
الدول العربية
الخارجية السعودية، أعلنت، مساء السبت، تنفيذها عملية إجلاء من السودان شملت 91 سعوديا، و66 أجنبيا من 12 دولة، بينهم "دبلوماسيون ومسؤولون دوليون".
وأوضحت الخارجية، في بيان، أن الـ66 أجنبيا من الكويت، قطر، الإمارات، مصر، تونس، باكستان، الهند، بلغاريا، بنغلاديش، الفلبين، كندا وبوركينا فاسو".
كذلك، أعلنت قطر إجلاء جميع مواطنيها المتواجدين في السودان على خلفية الاشتباكات العسكرية الجارية هناك.
وقال متحدث وزارة الخارجية ماجد بن محمد الأنصاري: "تم إجلاء كافة المواطنين القطريين المتواجدين في السودان"، دون ذكر عدد محدد.
الكويت، من جانبها، أعلنت، مساء السبت، تنفيذ "عملية طارئة" لإجلاء مواطنيها العالقين في السودان، مشيرة إلى "وصولهم مدينة جدة السعودية وجار نقلهم لبلادهم".
كما قالت فلسطين، أمس، إنها بدأت استعداداتها لإجلاء رعاياها من السودان، على خلفية احتدام الاشتباكات العسكرية المستمرة منذ نحو أسبوع.
وأعلن الأردن، السبت، بدء إجلاء مواطنيه من السودان، بالتنسيق مع السعودية والإمارات.
أعلن العراق، السبت، نجاح إجلاء دبلوماسييه من مبنى سفارته في العاصمة السودانية الخرطوم.
وقال متحدث وزارة الخارجية أحمد الصحاف، في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية: "تم نجاح إجلاء الكادر الدبلوماسي العراقي من مبنى السفارة في الخرطوم بعملية نوعية"، دون مزيد من التفاصيل.
وبدأ لبنان "اتصالات دبلوماسية" لترتيب عملية إجلاء رعاياه من السودان البالغ عددهم نحو 250 شخصا، بحسب ما أعلنت الخارجية، السبت.
كما بدأت موريتانيا، الأحد، إجلاء رعاياها من السودان عبر البحر وذلك بالتعاون مع السلطات السعودية.
وأعلنت الحكومة اليمنية، اليوم أيضا، استكمالها كافة الترتيبات اللازمة لإجلاء عدد من رعاياها من السودان الذي يشهد حربا من منتصف أبريل/ نيسان الجاري.
مصر، أعلنت هي الأخرى، مساء الأحد، "بدء إجراءات إجلاء المواطنين من المناطق الآمنة بالسودان".
وأفادت الخارجية المصرية، في بيان، بأنها "بدأت إجراءات إجلاء عدد من المواطنين المصريين من المناطق الآمنة بالسودان، بالتنسيق مع السلطات السودانية"، دون تحديد عددهم.
وفي وقت سابق الأحد، كشف السفير أحمد أبو زيد متحدث الخارجية المصرية، في بيان أن عدد أفراد جالية بلاده بالسودان تتجاوز "الـ10 اَلاف مواطن".
وأعلنت تونس اليوم، أنها ستبدأ يوم غد الإثنين، عملية إجلاء رعاياها من السودان، وذلك نظرا لتواصل الاشتباكات المسلحة في الخرطوم.
الدول الأجنبية
والسبت، أعلنت السفارة التركية لدى الخرطوم، أنها ستجلي الأحد مواطنيها الراغبين في مغادرة السودان على خلفية الاشتباكات العسكرية بالبلاد.
كذلك، أعلنت الولايات المتحدة، صباح اليوم، أنها أوقفت مؤقتا عمل سفارتها في السودان، وذلك بعد إجلاء رعاياها الدبلوماسيين وعائلاتهم.
وفرنسا هي الأخرى انضمت للجهود الدولية المبذولة لإجلاء الرعايا، وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن العملية ستشمل أيضًا مواطنين أوروبيين وآخرين من "دول شريكة حليفة"، دون أن تقدّم تفاصيل إضافية.
رئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك، بدوره، أعلن في تغريدة على تويتر، أن القوات المسلحة البريطانية "استكملت عملية إجلاء سريعة ومعقدة للدبلوماسيين البريطانيين وذويهم من السودان، وسط تصعيد كبير في العنف والتهديدات التي يتعرض لها موظفو السفارة".
وانضمت السلطات الألمانية، اليوم، لقافلة الدول الساعية لإجلاء موظفيها الدبلوماسيين ورعايا نتيجة المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
الحكومة الكندية أيضا، أعلنت، الأحد، تعليق النشاط الدبلوماسي في السودان "بشكل مؤقت"، مؤكدا أن بعثتها ستعمل من مكان آمن خارج البلاد.
وعلى غرار هذه الدول، بدأت إيطاليا عملية إجلاء رعاياها من السودان، ورعايا من سويسرا وأعضاء في سفارة الكرسي الرسولي في السودان.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، في تصريحات نقلتها شبكة "يورو نيوز" الأوروبية: "قمنا بالتواصل مع 140 إيطاليا يتواجدون في السودان، ونقوم بكل ما هو ممكن لضمان سلامتهم".
ووفق وزير الخارجية، فوبكه هوكسترا، فإن إن بلاده انضمت إلى الجهود الدولية المبذولة لإجلاء الرعايا من السودان.
والخميس، أصدرت الحكومة اليابانية أوامر لقوات الدفاع الذاتي الجوية بإرسال طائرة لإجلاء مواطنيها من السودان، حيث تتصاعد الاشتباكات العسكرية منذ أيام.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
وعام 2013، تشكلت "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.