حتى لانُضيع الإجماع...
ونحن نودع شهر رمضان المبارك، أرجو الله تبارك وتعالى أن يثبت لنا ولكم أجر الصيام والقيام، وأن يعيد علينا وعليكم الشهر الفضيل، لننعم بنفحات خيره العميم، و نستلهم منه معاني الصبر والتعاضد والإيمان الراسخ.
إننا نقف اليوم على أعتاب جديدة ضمن مسيرتنا الديمقراطية والتي تخطو بأمان وثقة في ظل حكم صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي بدأ منذ أول يوم في تأسيس قاعدة صلبة وتوافقية يقف عليها كل الطيف السياسي، دعائمها التشاور والحوار وإشراك الجميع، فكانت منطلقا لمتنافسين من جميع الأحزاب والتوجهات الفكرية، والكل يتمتع بذات الحقوق السياسية والمدنية، إذ غاب مفهوم التفرقة وحضرت المساواة والتكافؤ في الفرص.
إنه أصلاح سياسي طال انتظاره، صاحبته إصلاحات هيكلية شملت الجوانب الاجتماعية والاقتصادية فعم الإنصاف وغاب الغبن، و التغول على الحقوق، وانعدم الصلف و مدت الأيدي لتصافح مستقبلا واعدا للوطن والمواطنين.
وقد كان حزبنا حزب الإنصاف سباقا لما يخدم المصالح العليا للبلاد بانخراطه في كل مسارات الإصلاح السياسي، وظل موطنا للحريات و تعدد الآراء في كنف الإنضباط الحزبي.
و شكل اختياره لمرشحيه للاستحقاقات المقبلة لوحة ديمقراطية متناسقة ومنسجمة، تراعي التوازنات الاجتماعية وتحترم الأوزان الانتخابية خاصة في ولاية الحوض الشرقي وفي مقاطعة حكني لأكون أكثر تحديدا.
وبما أننا أمام استحقاقات انتخابية حاسمة تستوجب منا جميعا كفاعلين سياسيين ومناضلين في حزب الإنصاف رص الصفوف و وحدة الكلمة والفعل، فإن علينا في مقاطعة جكني، وبكل حزم وقوة، أن نحافظ على تماسك نسيجنا السياسي ونقف بثبات موقفا واع و مسؤول لإنجاح خيارات حزبنا، بعيدا عن التخندق وضيق الأفق و البحث عن مصالح شخصية وآنية سيكون لها الأثر السلبي مستقبلا والشواهد على ذلك كثيرة.
ويجب علينا أن لا ننسى « وأعني هناجميع ساكنة جكني و نخبه السياسية والفكرية » ماعانيناه من غبن وحيف خلال فترات ماضية و ما مر بنا من تجاوز سياسي مخل، وعدم إشراك متعمد، وهي أمور جعلتنا متمسكون اليوم بهذا الإجماع المنصف لما لمسناه من مبادرات حسنة و ودية من قيادة حزبنا وما حظينا به من احترام وتقدير.
وكما كنا يدا واحدة في دعم فخامة رئيس الجمهورية خلال الانتخابات الرئاسية الماضية فإن علينا أن نحافظ على ذلك التماسك والإجماع فالرئاسيات باتت على الأبواب وما هذه الانتخابات إلا البداية.