نموذج التعايش والاندماج محمد ولد بمب ولد مكت/ عبد الفتاح ولد اعبيدن - مكة

ليس من طبيعتي،لله الحمد والمنة المبالغة فى النوم،و بعد استراحة صباحية،إثر صلاة الفجر ،الثلثاء،27رمضان 1444،الموافق 18 إبريل 2023،نزلت لبهو الفندق،فلا أنا صابر على تهوية الغرفة المركزة و لا شمسها و حرها،من دون تكييف،لكن منذ أمس أزور بهو فندق "أبراج البو "بمكة،لملاحظة توسط تكييفه،الحمد لله كما ينبغى لجلال وجه الله و عظيم سلطانه،و فى سياق شكر الله على نعمة الكتابة و البصر و غير ذلك من النعم ،التى لا تعد و لا تحصى،لله الحمد و المنة، وددت أن أشهد الله و خلقه طرا،على أننى رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد ،صلى الله عليه و سلم،نبيا و رسولا،ثم أدردش حول بعض معانى المشهد الوطني،حول بعض ما يزيد صلة الناس و محبتهم و تعاونهم و تفهمهم و تفاهمهم ،إن شاء الله،قائلا:

كثيرا ما أقرأ للبعض عن محاولة ترسيخ مفهوم أن "اصنادره"،حسب قاموسنا المحلي ،هم سبب البلاء الأول،ضمن سياق تجربتنا المعاصرة مع شأننا العام المحلي،خصوصا منذ انقلاب 10 تموز 1978 و إلى اليوم،و مهما كانت صدقية هذا الطرح فى بعض جوانبه المقلقة الملموسة،إلا أن التذكير المتكرر الممجوج بهذا التقييم المبالغ فيه أحيانا،لم يعد وديا و لا خادما للسياق الوطني الجامع الموثق لصلات الناس فى هذا الوطن و مؤسساته و مكوناته المدنية و العسكرية،فهذا الطرح المتكرر ،و بسبب و بغير سبب ،لا يقرب النفوس و لا يعين حتى فى تجاوز بعض حصيلة التجربة المشار إليها،و بالنسبة لي شخصيا،لا أرى فى الحاضر الشاهد و لا الأفق المرتقب،و من خلال نظرتي الصارمة الصادقة الموضوعية الحاذقة،سوى تقارب الهوة بين رموز الوسط المدني النخبوي و رموز و قيادات و مختلف مستويات مؤسستنا العسكرية و أجهزتنا الأمنية،و فى هذا السياق الإيجابي النافع الناجع الجامع،طالما حرصت على التواصل مع الجميع ،مدنيين و عسكريين ،فى منحى التزاور و صلة الأرحام و ربط الصلات الطيبة،حتى أضحى الجميع أصدقائي ،و جمعت بوجه خاص ،علاقات حيوية،لله الحمد و المنة،تشمل عديد الضباط و الجنرالات،من أكثرهم نفوذا و تجربة و خبرة و حرصا على تثمين حرية التعبير عموما و حرية الصحافة بوجه خاص،و قد لاحظت من خلال هذه التجربة ،من تنوع العلاقات النخبوية القيادية ،مع المدنيين و العسكريين و الأمنيين و الإدارة الاقليمية و السفراء و غيرهم،أن البعض يتشبث بالوهم و يعمل على تفتيت جهود و طاقات أبناء الوطن،بحجة بعض المصطلحات الفارغة ،بالمقارنة مع الواقع الراهن،دون أن أعني مباركة سيطرة مؤسسة واحدة بعينها على كافة أوجه منافذ الشأن العام أو أهمها،أو تزكية أحد أو القول،بعدم وجود خلل أو عور،و لكن الاتجاه الحالي نحو التعاون و التفاهم و تجاوز المطبات و حلقات الفساد و التمييع و التنكر للديمقراطية ،و للمزيد من تكريس هويتنا الجامعة الإسلامية ،حصننا المنيع دوما ،إن شاء الله.

لكن بعض هؤلاء مثلوا نموذج ربط و تعايش و اندماج تقريبا،بين مكونات المشهد الوطني،بمدنييه و عسكرييه،فكان الفريق المتقاعد ،محمد ولد بمب ولد مكت ،و غيره من بعض الجنرالات و الضباط ،من أكثرهم ،ممن جسد عمليا و إيجابيا و باستمرار ،نموذج التعايش الراقى و شبه الاندماج بين طرفي النخبة الموريتانية الواعية ،من مختلف مشاربها المدنية و العسكرية و الأمنية،و جاء هذا الترشيح قبل أيام على رأس لائحة الإنصاف النيابية ،ليتوج و يبارك و يعمق هذا التوجه،بإذن الله،و ما ذلك على الله بعزيز.