سيدي ولد دومان يكتب في ذكرى وفاة والدته
بسم الله الرحمن الرحيم
يوم الحزن
يصادف اليوم 28 مارس( آذار) أكثر ذكرياتي حزنا وألما: لقد فقدت في مثل هذا اليوم أعز الناس إلى قلبي وأقرب الناس مني، فقدت الحنان في اسمى تجلياته والحب الفطري الصادق الذي لا يشوبه من ولا أذى، فقدت الأم والصديقة والرفيقة ومأمن الاسرار، فقدت من كنت ارتمي مثل الطفل في حضنها الدافئ و أبوح بافراحي واتراحي فتفرح لافراحي وتواسيني في اتراحي، فيحول حنانها الفياض أحزاني فرحا ومرحا واضحك ملء فمي وكأن شيئا لم يكن، فقدت أمي: لميمه بنت عبدي ولد العباس البكرية الكنتية القرشية، تغمدها الله بواسع رحمته.
اذكر إني عندما نجحت في شهادة البكالوريا، حصلت على منحة في الخارج وأمضيت سنتين او ثلاث دون أن أعود إلى الوطن وفي يوم جمعة مشهود وصلتني رسالة منها عبارة عن شريط مسجل وكنت يومها في لندن ولما سمعت حديثها و أفراد الأسرة، سافرت في اليوم نفسه إلى الوطن وعند وصولي إلى قريتنا الوادعة، دعت، رحمها الله، جميع السكان و أقامت حفلا بهيجا ولما انفردت بها وأنا محرج لأني لا أملك ما أهدي لمن ابتهجوا وفرحوا بقدومي، ابتسمت وقالت: لا تفكر في الموضوع يا عزيزي، فقد قمت بالواجب ووزعت على كل الحضور هدايا قيمة على أنك من أهداها وهم جميعا مسرورون ويدعون لك بالخير…
أحمد الله ان آخر كلامها كان << لا اله الا الله محمد رسول الله >> وقراءة سورة الإخلاص التي ظلت تكررها حتى فقدنا الصوت منها وأنها اشتهرت بالكرم والعفة والتقى وإيثار الناس، فلا تذكر على ألسنتهم إلا بخير ولا يعرفها أحد إلا ويضرب المثل بكرمها وعفتها و إيثارها للآخرين.
رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته.
أرجو منكم جميعا الدعاء لها بالرحمة والغفران، متّعكم الله بأمهاتكم ورحم من اختار منهن إلى جواره إنه سميع مجيب
سيدي ولد دومان