حقائق صادمة في بلدنا موريتانيا
في ظل تزايد حوادث السير القاتلة الناتجة عن الاستخدام الخاطئ للوارد الكندي والأمريكي من السيارات لكون غالبيتها قد تعرضت لحوادث سابقة تختلف درجة حدتها قبل الإعلان عن بيعها وتصديرها للخارج من طرف شركات التأمين الكندية والأمريكية، وقد تكررت هذه الحوادث الأليمة مخلفة وراءها أنفسا غالية على الجميع، لذا بات من الضروري محاولة تشخيص المشكلة والبحث عن إيجاد حلول جذرية علها تساعدنا فى تجاوز هذا المشكل، ولكي يطلع المواطن البسيط على حقائق ثابتة ربما لا يدركها البعض، والتي هي مكمن الخطر في اقتناء هذا الصنف من المركبات بصفة خاصة ، أغتنم الفرصة لتوضيح النقاط التالية:
أولا: نلاحظ جميعا أن هذه الحوادث القاتلة تحدث بصورة متكررة ومتسارعة لهذا الصنف بالذات من المركبات التي يتم جلبها من كندا وأمريكا لبلادنا عن طريق أسواق إعادة التصدير دون السماح لها بالاستخدام فى تلك البلدان إلا فى حال خضوعها للفحص الميكانيكي الذي يثبت سلامة الهيكل الشاصي، في تلك البلدان التي توجد بها تلك الأسواق، دبي مثلا.
ثانيا: في الآونة الأخيرة أصبحت السوق الموريتانية للسيارات تستقبل هذا الصنف مباشرة من بلد الصنع - كندا وأمريكا - دون المرور بأسواق إعادة التصدير، ليتم تصليحها هنا فى نواكشوط بعيدا عن الرقابة الضرورية التي تتعلق بترخيص استخدام هذا النوع من المركبات.
ثالثا: العديد من هذه السيارات لم تعد صالحة للسير في الدول التي تخضع فيها المركبات لفحص شروط السلامة حيث يتم في هذه الحالة تفكيكها والاستفادة من قطعها السليمة فى إصلاح سيارات أخرى مشابهة، خلافا لبلادنا التي يعمد الموردون لهذا الصنف من المركبات فيها على تصليح ما يمكن إصلاحه ظاهريا باستخدام الأصباغ التي تبهر الزبون دون النظر لصلاحية هيكل السيارة الذي يعتبر أساس العملية.
رابعا: هذا الوضع نتج عنه إغراق السوق بسيارات براقة في مظهرها لكن أغلبيتها لا تمتلك هيكلا سليما، وبوصولها أثناء القيادة لسرعات معينة تفقد التوازن وتكون سببا في موت أبرياء يجهلون أصلا أنها فى دول أخرى تصنف كمركبات غير صالحة للاستخدام.
خلاصة القول؛ إن على الجهات الرسمية اعتماد فحص المركبات الذي يحدد سلامة هيكل السيارة من عدمه قبل السماح باستخدامها حفاظا على أرواح المواطنين الأبرياء.
وإلى أن تعمل الجهات التي يهمها الأمر على تصحيح الوضع نرشد القارئ الكريم الى أنه في البلدان المعنية كندا وأمريكا والتي هي مصدر هذا النوع من المركبات يوجد سجل شامل لجميع السيارات المصدرة والذي من خلاله يتيح لمن يسعى للاطلاع على تاريخ أي سيارة يرغب في شرائها مثل بداية شراء السيارة وبيعها داخل هاتين الدولتين وعدد الملاك الذين امتلكوا هذه السيارة بالتواريخ والأسعار التي تم الشراء الفعلي بها وتواريخ الحوادث ومواصفات الحوادث والضرر الذي لحق بالسيارة والتعويضات وتصليحها وتغيير لونها وجميع المعلومات التي تحتاجها.
وبناء على جميع تلك المعلومات يمكنك معرفة ضرر السيارة الواردة من كندا وأمريكا قبل شرائها واستخدامها.
ولكي تتمكن من ذلك عليك أن تنظر لرقم الهيكل المثبت على باب السيارة من الداخل من جهة السائق، والمكون من 17 رقما وليكن مثلا أحد الأرقام التالية: وتسجيله في أحد المواقع الالكترونية المتخصصة لتظهر لك صورة السيارة وقت الحادث ودرجة الضرر الحاصل لها وعدد الكيلومترات التي قطعت قبل الحادث والمبلغ الذي تم بيعها به من طرف شركات التأمين وأسهل هذه المواقع هو:
وإلى أن يضمنا معكم لقاء جديد في سلسلة حقائق صادمة في بلدنا موريتانيا، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وأصلى وأسلم على من بعث رحمة للعالمين.
د. الحسن أحمد طالب - أستاذ جامعي