يجمعنا حيا وجمعنا ميتا.. ذاكرة الصوفي ولد الشين، يصاحبني أينما حللت ونزلت
لقد كانت حادثة قتل الشهيد الصوفي ولد الشين لحظة حرجة حبست الأنفاس و أدخلت القلق على كل مواطن مخلص لهذا البلد ، أمنه ووحدته وسلامته..
ولعل من الدرس التي نستخلصها من وراء هذه الفاجعة أن الشعب الموريتاني هب هبة رجل واحد مطالبا بكشف حقيقة الجريمة و تفكيكها ومعاقبة الجناة، مما يعني التأكيد على أن الإحساس الشعبي واحد و أن المصير واحد.. فكانت الرسالة واضحة وضوح النهار : نحن شعب واحد متحد و لا يقبل الظلم.
الدرس الثاني والذي يبعث على الاطمئنان مثل سابقه، أننا لا زلنا، ولله الحمد، ننعم بوجود دولة، وأن قائد هذه الأمة، فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، يحس بما يحس به الشعب، وكانت ردة فعله سريعة وحاسمة.. فأمر بتحقيق العدل وطمأنة الرأي العام و أسرة الفقيد بكشف ملابسات الجريمة وتقاسم نتيجة التحقيق مع ذوي الضحية ومع الشعب الموريتاني..
إن أخذ القرار في الحظة المناسبة هو ميزة للقادة الكبار ..ولذلك كان رئيس الجمهورية حاسما في تدخله ومستشعرا خطورة الوضع حيث إن الأمور تغيرت و المعلومة تتنشر بسرعة فائقة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي الهائلة ونظرا للتطورات و التغييرات السريعة على حياتنا و ثقافتنا مما يتحتم علينا جميعا أخذ الحيطة والحذر والتحلي بالمسئولية.
وبعدما تفككت جميع الخيوط و كشفت الدولة عن الحقيقة وأخذ الملف مساره الطبيعي مع العدالة، التقط الشعب أنفاسه وعاد الى السكينة والالتحام. فكان المشهد الجنائزي، مساء الأمس الثلاثاء ، أبلغ رد وأبلغ على دعاة التفرقة ومروجي خطابات الكراهية، الذين أرادو إستغلال الحدث لركوب أمواج التفرقة والنفخ في نار الفتنة.. إلا أن أسرة الشهيد، وهي أسرة موريتانيا أصيلة، فوتت على أولئك الأشرار فرصة الوصول إلى مخططاتهم السيئة و أهدافهم الحقيرة، فكانت أسرة وفية لفكر إبنها الصوفي الداعية اللحمة الإجتماعية كما كان هو يعبر عن نفسه، و الذي أبى إلا أن يجسد منهجه في مماته كما جسده في حياته. يجمعنا حيا وجمعنا ميتا عليه رحمة الله.
من هناوهناك حيث جنات الفردوس، ووفاء للصوفي ولد الشين ، أدعو
الدولة أن تشيد معلمة أو تمثالا كبيرا باسم المرحوم وأسرته يرمز للوحدة والعيش المشترك، تخلد ذكراه كل سنة.
ولنحيي ونشيد للصوفي ولد الشين، ما كان يسعى لتحقيقه..
موسى ابوه سيد اعمر