حريق روصو المهمل... متجر محمد يحي ولد أباه نموذجا/ عبد الفتاح ولد اعبيدن
صباح يوم 21-03-2005، كان أحد العمال يدخن في الخزان الخلفي لمتجر للمفروشات والأجهزة الألكترونية، لمالكه الشريف المتواضع، السيد محمد يحي ولد أباه (من مقاطعة مكطع لحجار – لبراكنه)، وكان ذلك على تمام الساعة التاسعة صباحا، حيث ترك العامل آخر ما كان يدخن من ذلك السيجار المشؤوم، وقد حاول إطفاء عقب ذلك السيجار "ميكو" في بقية لاصق قابل للاشتعال، يستخدم في ضم النسيج بعضه مع بعض (لمطل وغير ذلك)، وفي غفلة من العامل انطلقت النيران بسرعة وزادها اشتعالا وجود تلك المواد السريعة الاشتعال، التي لم يحتط لها على ما يبدو ذلك المدخن، واستمرت ألسنة النيران في التفاعل عدة ساعات إلى غاية وقت متأخر من اليوم المذكور، ولم تفلح سيارة اسعاف جاءت من العاصمة..
ولكن بعد تواصل السلطات الجهوية على مستوى عاصمة ولاية اترارزة رد السنغاليون بالاستجابة لطلب الاستغاثة، مرسلين سيارة اطفاء فاعلة، ربما لم تتعرض لمنهج "الكومسيوهات المزمن" في الإدارة الموريتانية، والمفسد لكل شيء في سابق الزمن وحاضره وربما مستقبله، إن لم يضرب الجميع بقوة وحزم على يد أعداء المركب الوطني المتموج من المفسدين.
انطفأت النيران في وقت متأخر من الليل (قرابة الساعة الثانية عشر ليلا)، وبعد أن انفجر سقف المتجر لضغط اللهب المتواصل.
وبعد بحث دؤوب شجاع استخرجت جثة سنغالي كان ضمن فريق العمل في الغرفة الخلفية للمتجر، رحمه الله، ولم تتعاون السلطات يومها حتى في هذه، مع التاجر المفجوع لتعويض دية ذلك الأجنبي من الجارة الشقيقة "السنغال".
ولكن الرجل كان مؤمنا صابرا ممتثلا لقول جدي وخاتم الأنبياء محمد بن عبد الله، ختم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم، "إنما الصبر عند الصدمة الأولى".
وأنا موقن أن قصته مع السكري لخبرتي بهذا المرض بدأت من مساء يوم 21-03-2005 في الأشهر الأخيرة من حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، وبعد ذلك تواصل مع الوالي، السيد أحمدو ولد الشيخ الحضرامي، الذي خرج من أدرار، من سياق بعثات حزب الإنصاف، متهما ربما على غير حق بقابلية الانحياز لعمق علاقته مع ولد جدين، ثم حوّل في سياق البعثات الراهنة لحزب الإنصاف لولاية لعصابة، وقدر الله عليه غلطا ثانيا بعد يوم 21-03-2005، فنطق اسم ولد عبد العزيز بدل اسم صاحب الفخامة، الرئيس الحالي، محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني.
نخبة مريضة مدمنة على النفاق، موغلة في سوء الظن، وتصيد أبسط الأخطاء البشرية العادية، تتهم هذا الإداري المجرب المخضرم الشريف بقلة التوفيق لمجرد غلط في الاسم، لكن بعض الإداريين يقترب من عبادة صنمه المتعجرف، خصوصا، لكثرة الخوف من أسلوبه الطاغوتي الأرعن بدل "الإنصاف " الحالي المأمول!
فلا تلوموا ولد الحضرامي والي روصو يومها 21-03-2005، وصاحب الغلط المثير للجدل على رأي نخبة فاشلة، وذلك قبل أيام بعاصمة الولاية العريقة، لعصابة (كيفة)، أو بعض ضواحيها ربما، ولا داعي للتحقيق المفرط في مكان وزمان تلك الغلطة العادية، فالرجل مخلص للنظام الحالي ومقرب من رجل الثقة عندي وعند كثيرين، معالي وزير الداخلية الوفي، محمد أحمد ولد محمد الأمين..
لكني أخاف على الوالي الأسبق المحترم الطيب، أحمدو ولد الشيخ الحضرامي، لأنه لم يتفاعل ايجابيا مع مالك المتجر المحترق عندما قدم عليه في مكتبه حينها، حتى أنه احتقره تقريبا ولم يجبه بنصف كلمة مواساة، أو وعد كاذب! فهل أراد تحريض المغبونين يومها على أخيه الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، وهل قصد غلطته في لعصابة هذه الأيام، أم أن مخه شرب من الخوف من الطاغية عزيز لحد ذلك الغلط المثير للجدل على رأي المبالغين في التأويل على الوجه الآخر، على منحى تعميق بعض سوء الظن في اللحظات الغامضة، بهدف استخراج بعض أوجه الحقيقة المغيبة في زمن الغموض الاستراتيجي، الذي يتبعه بعضنا قديما وحديثا.
فلنتعاون على إنصاف محمد يحي ولد أباه، وتعويضه عن ممتلكاته التي فقدها كلها تقريبا في ذلك المتجر المحترق، وقد قدرها في المحضر المقدم للسلطات في ذلك الحين بزهاء 120 مليون أوقية قديمة.
وإن افترضنا أن الرئيس السابق رئيس الفقراء، والرئيس الحالي بعون الله وتوفيقه رئيس المستضعفين، والاستضعاف قد يشمل بعض الأقوياء المغبونين في سياق الصراعات، أو آثار صناديد القدر، ضحية حريق 21-03-2005 نموذجا (محمد يحي ولد أباه)، فهل نتذكر قوله تعالى: "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ".
ولتذكير السلطات المعنية، جوال التاجر الضحية محمد يحي ولد أباه 22432073، أو واتساب نجله عبد الودود 44259868.
اللهم اجعل هذه الكلمات في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ولا تكلني بعد تحريرها ونشرها إلى نفسي طرفة عين، وفرج عن سائر المكروبين والمهمومين، وأعن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني، ومن ناصره على رفع الظلم عن المظلومين، واحفظه وسدد خطاه، وسائر من أراد الخير في هذا الكون برمته.
يا خيل الله اركبي..
ما من صواب فمن الله، وما من خطأ فمني، ولله الأمر من قبل ومن بعد.