الطفل ريان المغربي.. ذكرى تأبى النسيان

رزقت أسرة الطفل المغربي الراحل ريان، الخميس، بمولود جديد بمدينة تطوان (شمال)، تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لحادثة وفاته عقب سقوطه في بئر، التي لا تزال حية في ذاكرة المغاربة.

وفي فبراير/ شباط 2022، استأثرت قضية ريان الذي سقط في بئر بعمق 32 مترا اهتمام العالم، وبقي عالقا نحو 5 أيام وسط محاولات حثيثة لإنقاذه.

ولاحقا تمكنت فرق الإنقاذ من إخراج ريان من البئر، لكنه فارق الحياة بعدما ظل أكثر من 100 ساعة محبوسا في البئر.

وفي حديث للأناضول، قال خالد أورام، والد الطفل ريان، إن "تزامن الولادة الجديدة مع الذكرى الأولى لوفاة الطفل ريان هو أمر صعب".

وعبّر الوالد عن فرحته بقدوم الطفل الجديد للعائلة، قائلا: "كأي إنسان يفرح حين يسمع بخبر حمل زوجته ويسأل الله أن تكون النتيجة سليمة".

 

إدارة الأزمات

عضو هيئة التدريس بجامعة "محمد الخامس" المغربية (حكومية) يونس الوكيلي، اعتبر أن "الدرس الأساسي من حادثة الطفل ريان هي الاستعداد لإدارة الأزمات".

وأضاف في حديث للأناضول، أن "هذه الاستجابات تحتاج دوما إلى تطوير وتجويد، لأن احتمال وقوعها متجدد وقائم دائما".

وأوضح أن "السلطات المغربية استجابت بشكل سريع للحدث وأطرته تواصليا وتدريجيا"، معتبرا ذلك "يعكس إدارة فعالة للأزمة".

وأفاد بأنه "خلف هذه الاستجابة تقف منظومة متكاملة للتعامل مع مثل هذه الأزمات المفاجئة".

وذكر أن "وسائل التواصل الاجتماعي كانت الحامل الرئيسي لهذا التضامن (مع الطفل ريان)".

و لفت أن "ما حدث لم يكن ليحدث لو أن وسائل الإعلام التقليدية هي الوحيدة الموجودة في سوق المعلومات".

واستطرد: "وسائل التواصل الاجتماعي تتميز بنشر المعلومة بشكل أسرع وأكثر تأثيرا، وتصل إلى حيث لم تصل الوسائل التقليدية".

وفي إشارة إلى التضامن العالمي في الحاثة، قال المتحدث، إن "الطفل ريان أظهر أن البشرية واحدة في عمقها مهما اختلفت على شتى الصعد".

وذكر أن الحادث يلفت إلى "حجم التضامن العارم الذي عم الجماعة الإنسانية كاملة بمختلف جنسياتها وأعمارها وطبقاتها".

واستدرك: "خمسة أيام توحدت فيها البشرية وجوديا لأن ريان لخص الألم البشري في صفائه الخالص"، مؤكدا أن "حجم التضامن يعني إحساس الناس بمعاناته".

وختم بالقول: "البشرية تعاني بشكل دائم من الألم، العجز، اليأس، الجوع، البرد، العطش، الظلمة، الوحشة، وهذا ما عاناه ريان في البئر".

ولقي الطفل ريان تضامنا واسعا في مختلف مناطق العالم، وتابعت وسائل الإعلام العالمية حادثة سقوطه في البئر ومحاولات إنقاذه، بشكل مكثف.

 

ثقافة التضامن

من جانبه، أفاد الباحث في علم الاجتماع، علي الشعباني، بأن "الاستفادة كانت في وقتها، كانت فقط رسائل قوية جدا فيما يتعلق بما أحدثته من رجة تتعلق بالتضامن والتكافل والتعاطف الذي انصب على هذا الطفل وعلى العائلة أيضا".

وأضاف الشعباني في تصريح للأناضول: "يجب علينا ألا نقتصر في مثل هذه الأمور على حادثة منفردة، هناك العديد من القضايا الأخرى التي يجب أن نلتفت إليها".

وأشار إلى أنه "لم يكن هناك تراكم لمجموعة من الأحداث التي يمكن أن نحكم على هذه الأشياء، وأن نقول ما هي الأمور التي وقعت بعد حادثة ريان، وما هي الأمور التي وصلنا إليها الآن".

واعتبر أن "حادثة ريان كانت منفردة، وبقيت محصورة في ذلك الزمان والمكان الذي وقعت فيه".

وشدد على أن "التضامن يجب أن يستمر وأن يتحول إلى ثقافة معينة وألا يرتبط بظرفية معينة".

وأردف: "ما شاهدناه أثناء تلك الحادثة يجب أن يستمر دائما في كل الحالات التي يمكن أن تقع في أي مكان وفي أي بقعة في العالم العربي والإسلامي أو غيره".

 

"إقصاء وتهميش"

ذكر الناشط الحقوقي عبد المجيد أحراز، أنه "لم يتغير شيء سواء على المستوى المحلي بدوار اغران (بلدة الطفل ريان) أو جماعة تمروت، ولا على المستوى الإقليمي لشفشاون".

وأضاف الناشط في حديث للأناضول، أن "ساكنة دوار (بلدة) اغران لم تستفد لا من تعبئة المقاطع الطرقية القروية، على مستوى تعزيز شبكة الكهرباء أو تزويد الدوار بالماء".

وأردف: "لم يستفد لا الدوار ولا الجماعة ولا إقليم شفشاون ولا المغاربة من الحادث (وفاة ريان) ما عدى الضجة الإعلامية التي صاحبت الحدث في حينه".

واستطرد قائلا: " الدروس والعبر من الحادثة أننا منسيون مقصيون مهمشون خارج حساب الدولة بأعالي جبال شفشاون".

ولإنقاذ ريان، قامت فرق الإنقاذ المغربية، بحفر منحدر مواز للبئر الذي سقط فيه بطول 150 مترا، عبر الجرافات، قبل إتمام الحفر يدويا حتى الوصول إلى ريان، لكن بعد مفارقته الحياة.

 

 

4 February 2023