يا أعداء الدين والوطن أربعوا على أنفسكم/بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن
فى هذه السطور سأتحدث بصراحة و جرأة و دقة تليق بالمقام.
عندما عينت مكلفا بمهمة فى وزارة الثقافة يوم الأربعاء 28/12/2022 تحركت نفوس و ألسن ،و ما فتئت حتى اليوم تكتب و تعلق صوتيا ،بما لا يصح و لا يقنع أي عارف،و لو لم يكن الإفك و الكذب يستحق الرد فى الوقت المناسب و المكان الملائم،لما جاءت سورة النور من فوق سبعة أرقع دحضا لتلك الادعاءات و المؤامرات على بيت النبوة و رسالة الإسلام المنقذة للبشرية جمعاء.
إن السكوت فى الظرف الملائم للجواب،زمانا و مكانا ،هو عين عدم الانسجام مع سنن الله فى كونه و خلقه طرا.
ثم إن الهجمة التى صاحبت افتتاح مقر الإذاعة بتيشيت و ما أثار هذا الخطاب الرائع الذى دبجه الزميل محمد الشيخ ولد سيد محمد بمناسبة افتتاح هذه المحطة النوعية،إبان تدشين صاحب الفخامة لهذه المعلمة الإعلامية ،التى مثلت إضافة نوعية لتيشيت و لإذاعة موريتانيا،بإذن الله.غير بريئة،أعنى طبعا تلك الهجمة المغرضة المتواصلة.
أقول خطاب أخى فى الله و صديقي و خاصيتي من أهله و من هذا القطاع الإعلامي ،محمد الشيخ ولد سيد محمد و مستوى نجاحه و تميزه و تفتح الأبواب أمامه أثار الأعداء ،متصيدين كلمة مهما كانت شحنتها على رأي بعض المبالغين فى التحفظ ،إلاأنها لا تحمل أي مخالفة للشرع الحنيف عند من يحمل الشريعة الغراء ،وسطا بين المتساهلين من جهة و الموغلين فى النفي أو "الإنكار" ،حسب المصطلح المحلي.
البركة نتيجة التقوى "و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض".
و الحسم بعدم صلاح و تقوى فلان أو علان عموما،غاية فى ادعاء الغيب المستور ،و ولي الأمر عند عموم أهل السنة ،يليق به فى سياق الأحكام السلطانية،من الثناء الصادق الكثير أحيانا،حسب مصلحة الدولة و الرعية المسلمة،لما قد يجلب ذلك من الاستقرار المفضى للنماء و البناء و الازدهار ربما،لان هذا يعزز هيبة السلطة المركزية و ما تعلق بها فى نفوس العامة و الخاصة،و لعل محمد الشيخ ولد سيد محمد أعلم منى بهذا و خصوصية و مخاطر الظرف الحالي ،مما يستدعى مضاعفة الموالاة و الدعم للدولة عموما و النظام القائم خصوصا،بقيادة صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى،القائد المجرب المتمرس ،خريج مؤسستنا العسكرية الوازنة ،و سليل أسرة العز و الولاية و الكرم و الصلاح و الخلق الرفيع،و رجل بهذه الصفات لا تستغرب أي نتيجة ظاهرة أو باطنة من فضائل بركته،بإذن الله،و قد لا يتنافى هذا -ضرورة -و قيمة النصح المتوازن و التوجيه الراشد المسؤول،و إن وجه للرئيس أو غيره من أركان حكمه و نظامه،فالدعم المتعقل القاصد للاستقرار و الإصلاح ،لا يتنافى البتة مع التوجيه و النقد المسؤول.
محمد الشيخ ولد سيد محمد لم يقل بأن الرئيس صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزوانى أوقف الرياح و إنما تحدث عن البركة فحسب ،و هذا لا شية فيه،و إن فضل البعض التحفظ فى هذا الجانب الحساس،المفضى أحيانا للمزالق،مع اعتبار الرأي الآخر،و الذى قد يعزز هيبة السلطة فى النفوس أكثر.
و للتذكير الوطن بحكم ملابسات المنطقة يستدعى المزيد من دعم السلطة و حسن توجيهها معا.
فالسنغال مقدم على انتخابات رئاسية يركز أحد مرشحيها المحتملين على خطاب صريح و معاد و محرض على وطنا و دولتنا فى كليتها و بعض حقوقها فى الثروة الغازية،المرتقبة الاستخراج فى الأفق القريب المنتظر ،بإذن الله.
و على حيز معتبر من حدودنا مع مالى يستوطن عدم الاستقرار و الاستهداف المتكرر المغرض لبعض مواطنينا،و على عمق الصحراء المتنازع عليها يستهدف أحيانا بعض المنقين بسبب من المنقبين أحيانا أو استهداف متعمد مثير للغضب و يستحق الاهتمام،لحسمه و توقيفه،سواء من جهة المعتدى أو المفرط فى أمنه الخاص،بحجة تنقيب مجنون،لا يتقيد أحيانا بتوجيهات دولته أو تحذيرات جيرانه.
هذا مع تحرك سياسي طامح متجاوز أحيانا للتقيد بالحس الوطني الجامع(تفاهمات افلام و إيرا و تيار الرئيس السابق)!.
و مع أطماع و مخططات دولة غربية ضيق على مصالحها بحكم خلافات مع دول شقيقة مجاورة،فأضحت منطقتنا نسبيا،فى جو -لا قدر الله -شبيه بمجال أوكرانيا،الذى بدأ يعكس تصادما أمريكيا أوربيا -روسيا ضحيته و ساحته أوكرانيا،على غرار ما يجرى فى مالى و بوركينافاسو و غيرها،من تنافس فرنسي روسي،أثر على استقرار منطقة غرب افريقيا عموما،رغم إسهامات بعض ملفات الصراع المحلي المزمن،و قد لا تظل موريتانيا بمنأى من التأثر بهذه المعطيات المحلية و الإقليمية،إن لم نعزز من مستوى دعمنا لدولتنا ،من خلال مزيد من الموالاة للنظام بقيادة صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى،دون أن نهمل دور المعارضة المسؤولة و النقد البناء الإيجابي الموضوعي.
و قبل أن أعود للشق الثانى من موضوع المقال،فى سياق مناصرة الزميل محمد الشيخ ولد سيد محمد ضد الحملة المغرضة الظالمة،التى يتفرغ لها باستمرار بعض الحاقدين و الحاسدين من أعداء الوطن،أقول مجددا توضيحا لبعض الملابسات.
كنت فى اسطنبول و عبرت عن بعض الآراء فى وقت حاول البعض استغلال النظام و توجيهه فى سياق ضيق نفعي انتهازي ،فحرصت على كشف بعض المستور،فتفهم ذلك البعض و استغله كثيرون لإلهاء النظام عن النصح ،عبر عدة طرق و مسالك ،من بينها محاولة توريطي من جديد فى السجون و المتابعات القضائية ،الظالمة للشرف و الإعلام و النضال الحاذق البعيد النظر ،و البعيد أيضا مما قد يفهم البعض ممن أصيب بعدم التوفيق لحسن التويل!،و ربما فضل عمدا ضرب الشمال و تمزيق الوطن و تمييع الإعلام و إسقاط الدولة،فحديثي فى أغلبه كان لسبب و عن وعي و سبق إصرار على قيمة الحق و الصالح العام الجامع.
و رغم محاولات التوريط الفاشل،حرص الثلاثي الوفي الموفق الرفيع على إحباط مخطط الظلم(و هذا الثلاثي الوفي بالدرجة الأولى: مدير ديوان الرئيس وزير الداخلية الحالي السيد الفاضل المحترم محمد أحمد ولد محمد لمين و نائب أطار أحمد ولد عبد أل و النائب الحسين ولد ببوط)،و عزز الرئيس محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزوانى ذلك بإنحيازه لمنحى حسن التأويل و التفهم و التفاهم.
و بتواصل السيد الرئيس غزوانى مع بعض الجهات المعنية و استمرار جهود معالى الوزير لمنع تكرار استهداف الشريف كاتب هذه السطور،و المظلوم بامتياز ،أيام الصفا بين عزيز و بوعماتو ،توقفت لله الحمد الموجة الثانية من الاستهداف المزمن،و لكن التعيين الأخير ،يوم الأربعاء 28/12/2022، مكلفا بمهمة بوزارة الثقافة ،أثار حفيظة البعض ،فأصبح يهذى و يتساءل ،ما خلفية تغير أسلوب فلان،و كأني غيرت منهجي فى الدفاع عن الحق،و الحق أحق بالاتباع.
و باختصار دعاوى الاستقرار تستدعى دعم الدولة و النظام القائم بقيادة صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزوانى،و المسألة فهمها سهل للغاية ،و من أراد أن يربط هذا الموقف بتعييني الأخير فليفعل ،و لكنه ما أصاب مطلقا،لأن الوطن يستحق أن نموت من أجل مصالحه العليا ،لا أن نتخذه فحسب بقرة حلوبًا،و الظرف بإيجاز يتطلب مناصرة الدولة و تعميق قوتها و هيبتها،دون أن نمتنع عن النصح،قال جدي و خاتم الأنبياء و المرسلين،عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم:"الدين النصيحة،قلنا لمن؟.قال لله و لكتابه و لأئمة المسلمين و عامتهم".
و أما من اختار محاولة وصمي بالتكلف و التملق و النفاق،فما خبر طبعي "الصعب" أحيانا ،أو على الأصح ،شديد النفور من ذلك المنحى و الخضوع لأي كان ،إلا مع الاحترام و تقدير مكانتي و حقي فى التعبير و الطموح الواسع،لكن الحكمة تقتضى التروى.
فأنا باختصار ابن عبد الرحمان الملقب إديداي رحمه الله و ابن والدتي رحمها الله زينب بنت الحسن،و لا أصلح مطلقا للتملق و لا التزلف لصاحب الفخامة محمد ولد غزوانى سدد الله خطاه و لا لمن قبله و لا لمن بعده،و لكنها مجرد رؤية و رأي ،و من منبع التأمل و الحساب الدقيق.
الوقت يستدعى دعم الدولة من أجل الاستقرار و الصالح العام،و ذلك حصرا فى الوقت الراهن عبر دعم النظام الحالي برئاسة صاحب الفخامة ،دون أن نمهل أو نهمل الدور الملح الاستعجالي للنصح و النقد البناء،بإذن الله.
و من مصلحة الوطن كسب النظام الحالي للمعركة الانتخابية المرتقبة بشكل كاسح دون إضعاف دور المعارضة الراشدة و على رأسها حزب تواصل ربما،و ليس جناح الصواب و إيواءه ضمنيا و انتخابيا للخطاب المتطرف لإيرا و ليس كذلك جناح عزيز و مناصريه تحت مظلة حزب الرباط،و يكاد يكون تحالف العيش المشترك أقرب منهم لقابلية التعايش الإيجابي،فإفلام وعت الدرس "الطائعي" رغم مراراته و ظلمه فى بعض الأوجه ،على رأي البعض،و بدأت تنحو منحى المراجعة و العيش المشترك الفعلي ،فى الأفق الوطني المرتقب المنصف الجامع،بإذن الله.
و عود على بدء أذكر المتهجمين على أخى و صديقي المدير العام لإذاعة موريتانيا بالمثل الحساني"الإبل اتعظ ألا فى القدام منها".
و والله بإذن الله لن تضروه بإذن الله ببأس ذى بال،فله عناية خفية من الله،فلا تكثروا حتى لا يصيبكم بعض الرمي "و مارميت إذ رميت و لكن الله رمى".
و لله الأمر من قبل و من بعد.