ولد الغزواني يدعو إلى التصدي للعنف في مختلف أشكاله وآثاره
قال رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، إن انعقاد النسخة الثالثة، من المؤتمر الإفريقي للسلم، تأكيد على "أحد أهم شروط الاستدامة في الأمن والسلام، وهو الشمول، فلن يكون من أمن مستديم لأحد، إلا في ظل أمن الجميع".
ودعا في خطاب افتتاح المنتدى اليوم الثلاثاء بقصر المؤتمرات المرابطون، إلى رص الصفوف والتصدي للعنف، في مختلف أشكاله وآثاره المروعة.
نص الخطاب:
أود، بداية، أن أرحب بأخي، صاحب الفخامة، السيد محمد بوخاري، رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية، في بلده الثاني، وفي عاصمة الثقافة الإسلامية لهذه السنة، مدينة نواكشوط، شاكرا له حضوره النسخة الثالثة من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، ومثمنا، عاليا، ما ينطوي عليه هذا الحضور من بالغ الاهتمام، بالبعد الفكري في التصدي للعنف، والإرهاب الذي يجتاح العالم عموما، ومنطقة الساحل والغرب الإفريقي، على وجه الخصوص.
وأرحب، كذلك، بكافة ضيوفنا الكرام، من وزراء، وعلماء أجلاء، وشخصيات سياسية وأمنية، ومنظمات دولية، ومجتمع مدني، شاكرا لهم حرصهم على الحضور، ومعولا على إسهاماتهم المتميزة في إثراء هذا المؤتمر.
كما يطيب لي أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن بيه، رئيس منتدى أبو ظبي للسلم، مشيدا بمكانته العلمية الدولية وكذلك بدوره البارز في إشاعة ثقافة السلام والإخاء والاعتدال والذي يشكل عقد هذا المؤتمر بانتظام أحد أبرز مصاديقه.
أيها السادة والسيدات؛
إن الدفاع عن السلام، والأمن والاستقرار، لا يكون ناجعا وفعالا إلا بالتحصين القوي عقول الأفراد، ووجدان المجتمعات، في وجه الخطابات الممجدة للعنف على اختلاف أشكالها.
وهو ما يتطلب عملا دؤوبا على ترسيخ قيم التسامح، والانفتاح، والعدل، والتآخي، التي هي أساس ديننا الإسلامي الحنيف وجوهر كل الديانات السماوية، كما يستوجب منا، كذلك، ترسيخ ثقافة أولوية السلم، والأمن عموما من حيث هو شرط أساس في إمكان التطور والازدهار.
ونحن، في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، أدركنا، باكرا، ضرورة جعل البعد الفكري مكونا أساسا في مقاربتنا الأمنية المندمجة.
وقد أبلى مفكرونا وعلماؤنا وقادة الرأي لدينا، بلاء حسنا في مقارعة أصحاب التطرف والغلو، بالحجة والدليل، وفي نشر قيم التسامح والاعتدال، مستلهمين التاريخ العريق لبلدنا، في التعايش السلمي، والتنوع الثقافي الثري، والتبحر في علوم الدين الإسلامي، والتمسك، بقيمه مع العمل على نشرها، في اعتدالها ونقائها الأصليين.
وإننا لجازمون بأن الانتصار على العنف والإرهاب والتطرف لا يمكن أن يستديم إلا إذا كان انتصارا ثقافيا وفكريا، بقدر ما هو انتصار اجتماعي، واقتصادي، وأمـني.
صاحب الفخامة،
أصحاب المعالي والسماحة،
أيها السادة والسيدات
تنعقد هذه النسخة الثالثة، من المؤتمر الإفريقي للسلم، تحت شعار: “ادخلوا في السلم كافة” تأكيدا على أحد أهم شروط الاستدامة في الأمن والسلام، وهو الشمول، فلن يكون من أمن مستديم لأحد، إلا في ظل أمن الجميع.
ولذا يجب علينا أن نرص صفوفنا جميعا، وأن نتصدى، معا، للعنف، في مختلف أشكاله وآثاره المروعة، ليس أمنيا واقتصاديا، فحسب، وإنما كذلك، وفي المقام الأول، فكريا وثقافيا.
ولا يخالجني شك في أن المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم سيكون له، في نسخته هذه، كما كان له في نسختيه السابقتين، دور جد إيجابي في ترسيخ ثقافة السلام والحوار والاعتدال.
وإنني إذ أعلن على بركة الله افتتاح النسخة الثالثة من هذا المؤتمر، لأرجو لأعمالها كل التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.