ولد عبد العزيز يستمر فى التصعيد/ عبد الفتاح ولد اعبيدن
كل عاقل عارف بخطورة التصعيد و التوتير يتمنى لوطنه التهدئة و تفادى كل ما قد يعرض البلد للتأزم،و قد لفت انتباهي تركيز الرئيس السابق على وزير الداخلية و شقيقه من غير حجة مقنعة،أما عن حديث عزيز عن سوء التسيير بالنسبة لشقيق وزير الداخلية فهو غير مناسب لما عرف عن الرئيس السابق من استغلال النفوذ و انتهاك حرمات المال العمومي لصالح المحسوبين على أضيق حلقات محيطه العائلي،و حتى لو قيل بأن دولة معروفة دعمته فى مناسبات انتخابية،فأين هذا من الغلول،و لو لم يكن رئيسا و يضر و ينفع لصالح الجهة المانحة لما أمدته بتلك المبالغ الطائلة،و عموما من الوارد القول،بأن رئيسنا السابق أبعد الناس من الصلاحية و الأهلية للحديث عن حسن التسيير و صون حرمات الشأن العام و المال العمومي بوجه خاص،و لعله أيضا لم يجد ما يرمى به ممثل دولة و نظام بتركيا فى تلك الفترة،فاتهمه جزافا بالتنسيق لصالح "تواصل"،و أنه حوله لمالى عقابا له على هذه التهمة غير المقنعة إطلاقا.
و باختصار عزيز أحوج للابتعاد عن التصعيد و استهداف رجالات النظام المقربين المؤثرين،فقد لا يزيد ذلك ورطته إلا تعقيدا و استفحالا.
و أما على الصعيد الشخصي،فقد تعرفت على محمد محمود ولد محمد لمين منذ ثمانينات القرن المنصرم و ما عرفت فيه إلا الوفاء و دماثة الخلق،و كذلك وزير الداخلية الحالي محمد أحمد ولد محمد لمين تقابلت معه سنة 2007 ،يوم كان وزيرا للداخلية أيام المرحلة الانتقالية،رجل وفي رفيع الخلق يخدم بلده بكل هدوء و عمق و تفان.
فما كان للرئيس السابق أن يحاول تشويه سمعة رجل مركزي فى دولتنا،مثل وزير الداخلية،يحرص على العمل و البناء و تفادى الصراع العقيم.
و ربما لم تمثل هذه الخرجة سوى محاولة يائسة لتشويه سمعة رجال طيبين أوفياء ،طالما حرصوا على المعروف و خدمة الوطن وليس ماسوى ذلك.
و لا أزكى على الله أحدا،و لكن ذلك ما تبين لي منذ تعرفت عليهم و خبرت بعض أسلوبهم الأخوي الإيجابي الجامع.