الاستقرار أولا/ عبد الفتاح ولد اعبيدن
حاجة الوطن للاستقرار و تقوية اللحمة و تعميق الوحدة الوطنية تفرض على العقول الوطنية الجادة التفهم و السير فى اتجاه يوفر الاستقرار و يزيد منسوبه و يقوى عوامل رسوخه،و لعل بعض الأحداث المتكررة على الجبهة الحدودية مع مالى و تكرر حالات الفقد لبعض مواطنينا فى عمق الحدود مع المنطقة الصحراوية المتنازع عليها فى الشمال و كذلك طبيعة تصريحات بعض المعارضين الرئيسيين(سونكو مثلا)على مستوى الجبهة السياسية السنغالية و استدعاء نغمة التحريض على موريتانيا من خلال بعض آراء هذا المعارض السياسي السنغالي،و من وجه آخر تحديات و انعكاسات استخراج الثروة الغازية المرتقبة،و ما تعيشه ساحتنا السياسية المحلية من تحالف بعض الأطراف المثيرة للجدل،و من جانب آخر تجاذبات التنافس الفرنسي الروسي على التأثير على غرب افريقيا ،و ما يحدث فى هذه المنطقة من صراعات و انقلابات و قرارات تفتقر لبعض التروى أحيانا.
كل هذا يستدعى التوجه بشجاعة و إصرار تام من أجل دعم كل ما يصب فى زاوية الاستقرار السياسي و تعميق هيبة الدولة و السلطة المركزية،و بحكم انتظار انتخابات نيابية و بلدية و جهوية فى الأشهر القادمة من مصلحة الاستقرار السياسي أن يكسب النظام القائم أغلبية مريحة تمنحه التقدير و الهيبة،داخليا و خارجيا،حتى يتاح لموريتانيا المزيد من الاستقرار السياسي و الابتعاد عن شبح الانقلابات و الصراعات السلبية على السلطة و مختلف صنوف الابتزاز الداخلي و الخارجي.
و مادام الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزوانى رئيسا منتخبا و يسعى للتنمية و لا يحارب حرية الصحافة و التعبير ،فى الأغلب الأعم ،فهو جدير بالدعم،و خصوصا مع مثل هذه المعطيات الداخلية و الاقليمية و الخارجية،التى قد تجر المركب الوطني للانزلاق ،إذا لم تحظى السلطة الحاكمة حاليا بالمزيد من الدعم الانتخابي و شبه الإجماع الوطني،لإحكام إغلاق الباب ،أمام كل المؤثرات الداخلية و الخارجية على الاستقرار و استقلالية القرار السيادي الوطني.
أعرف ان العقول الجادة النابهة ستتابع مثل هذه الشروح باهتمام و موضوعية،فقد كتبت هذه السطور باقتناع ،و فى سياق البعد المصلحي العمومي،فالظرف الحالي من تاريخ الوطن يستدعى هذا بإلحاح،مع أهمية التوازن و التعايش الإيجابي بين طرفي الموالاة المخلصة و المعارضة الحازمة،بإذن الله.